فهرس الكتاب
الصفحة 484 من 669

الوجه الثاني:

أن يضاف إلى السبب المخلوق، كقوله تعالى: {مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ} (3) .

الوجه الثالث:

أن يحذف فاعله كقوله تعالى حكاية عن الجن: {وَأَنَّا لَا نَدْرِي أَشَرٌّ أُرِيدَ بِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَمْ أَرَادَ بِهِمْ رَبُّهُمْ رَشَدًا} (4) ، (5) .

مسألة: هل يقال إن الله مريد للشر؟

الجواب عن ذلك:

أنه لا يمكن إطلاق القول بإرادة الله للشر لا نفيًا ولا إثباتًا لأن أهل السنة والجماعة يُفَصلون في ذلك ويقسمون الإرادة إلى قسمين:

أحدهما: الإرادة الكونية والتي بمعنى المشيئة ومن أمثلتها: -

قوله تعالى حكاية عن نوح عليه السلام: {وَلَا يَنْفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كَانَ اللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ} (6) .

ثانيهما: الإرادة الشرعية والتي بمعنى المحبة ومن أمثلتها: -

قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} (7) ، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ .. } (8) .

(3) سورة الفلق. آية (2) .

(4) سورة الجن. آية (10) .

(5) انظر مجموع الفتاوى (14/ 266) (17/ 94) شفاء العليل (2/ 261) شرح العقيدة الطحاوية (517) عقيدة السلف وأصحاب الحديث (285) الروضة الندية شرح العقيدة الواسطية لابن فياض (354) .

(6) سورة هود. آية (34) .

(7) سورة البقرة. آية (185) .

(8) سورة النساء. آية (27) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام