{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ} (28) .
وبالسنن ما سبق من قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"لا طيرة ..".
وقد سلكه فريقان من الناس:
أ - فريق رد أحاديث الشؤم وأنكرها أصلًا وخطَّأَ الراوي لها، وعلى رأس هؤلاء أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها.
فقد أخرج الإمام أحمد والطحاوي وغيرهما: أنه دخل رجلان من بني عامر على عائشة رضى الله عنها فأخبراها أن أبا هريرة يحدث عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه قال:"إن الطيرة في المرأة والدار والفرس"فغضبت وطارت شقة منها في السماء وشقة في الأرض فقالت: والذي أنزل الفرقان على محمد ما قالها رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قط، إنما قال:"أهل الجاهلية كانوا يتطيرون من ذلك" (29) .
وفي روايةٍ لأحمد: فأنكرت عائشة رضى الله عنها ذلك وقالت: والذي أنزل الفرقان على أبي القاسم ما هكذا كان يقول ولكن نبي الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان يقول:"كان أهل الجاهلية يقولون: إن الطيرة في المرأة والدار والدابة"ثم قرأت عائشة:
{مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} (30) .
(28) سورة الحديد، آية: (22) .
(29) أخرجه أحمد (7/ 215، 343، 350) والطحاوي في مشكل الآثار (1/ 233) وفي شرح معاني الآثار (4/ 314) والحاكم (2/ 521) وقال: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي. وابن خزيمة كما في الفتح (6/ 61) وابن جرير الطبري في تَهذيب الآثار (1/ 14) ، ح (37) ، وابن عبد البر في التمهيد (9/ 288) ، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (2/ 725) ، ح (993) .
(30) المسند (7/ 350) وقال الهيثمى في المجمع (1/ 104) : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح.