قال البرزنجى ردًّا على من يقول إنه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أخبر بما يئول إليه أمره ولم يخبر أن ابن صياد هو الدجال الأكبر خشية أن يقتلوه قال:"هذا ليس بشيء إذ كيف يقتلون شخصًا قبل أجله والمُقدر أنه إنما يقتله نبي الله عيسى"-صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (37) واستشهد رحمه الله على ذلك بإخباره -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن الرجل الذي اعترض على قسمته بأنه أصل الخوارج وأن له أصحابًا كذا وكذا (38) .
فلو كانت خشية القتل مانعة من الأخبار لما أخبر -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عن هذا الرجل (39) .
-وأجاب أصحاب هذا القول عن تردد النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في شأن ابن صياد في أول الأمر بأنه كان متوقفًا في أمره حتي تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال كما في قصة تميم الداري رضى الله عنه.
قال البيهقى رحمه الله:"يحتمل أن يكون النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كان متوقفًا في أمره ثم جاء التثبت من الله تعالى بأنه غيره على ما تقتضيه قصة تميم الداري، وبه تمسك من جزم بأن الدجال غير ابن صياد وطريقه أصح، وتكون الصفة التي في ابن صياد وافقت ما في الدجال" (40) .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:"وتوقف النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في أمره حتي تبين له فيما بعد أنه ليس هو الدجال" (41) .
(37) الإشاعة لأشراط الساعة (215) .
(38) الحديث متفق عليه: البخاري (3/ 1219) ح (3166) ومسلم (7/ 166) ح (1064) .
(39) انظر الإشاعة لأشراط الساعة (215) .
(40) فتح الباري (13/ 326) وانظر مسلم بشرح النووي (18/ 263) .
(41) مجموع الفتاوى (11/ 283) .