فهرس الكتاب
الصفحة 419 من 669

وفي رواية أخرى أنه ذُكر لعائشة أن عبد الله بن عمر يقول: إن الميت ليعذب ببكاء الحي، فقالت عائشة: يغفر الله لأبي عبد الرحمن أما إنه لم يكذب ولكنه نسي أو أخطأ إنما مرَّ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- على يهودية يُبكى عليها فقال:"إنَّهم ليبكون عليها وإنَّها لتعذب في قبرها" (11) .

وفي رواية لمسلم أنَّها قالت: رحم الله أبا عبد الرحمن شيئًا فلم يحفظه (12) ، ثم ذكرت الحديث السابق.

بالنظر إلى الأحاديث السابقة نجد أن عمر وابنه والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهم يروون عن النبى -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أن الميت يعذب ببكاء الحى عليه.

وفي المقابل نجد أن عائشة رضى الله عنها تنكر هذه الرواية وترى أنَّها معارضة للقرآن، وتتهم الراوي لها بالخطأ والنسيان، وتروي أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قال ذلك في الكافر، وفي بعض الأحيان تروي ما يفيد أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أراد بقوله ذلك أن الميت يعذب حال بكاء أهله عليه كما في قوله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"إنه ليعذب بخطيئته وذنبه وإن أهله ليبكون عليه الآن"؟ ! .

(11) متفق عليه: البخارى: كتاب الجنائز، باب: قول النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:"يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه" (1/ 433) ح (1227) . ومسلم واللفظ له: كتاب الجنائز، باب: الميت يعذب ببكاء أهله عليه (6/ 488) ح (27) .

(12) مسلم: كتاب الجنائز، باب: الميت يُعذب ببكاء أهله عليه (6/ 487) ح (931) .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام