فهرس الكتاب
الصفحة 47 من 192

ومن هنا فقد قل اعتبار المرجئة لقيمة العمل الظاهر بالجوارح؛ ولم يلتزموا بقاعدة أهل السنة في ارتباط الظاهر بالباطن؛ فذهبوا إلى جواز تحقق الإيمان الواجب بالقلب، دون أن ينعكس ذلك على أعمال الجوارح من التزام الواجبات وترك المحرمات.

فوقد لزمهم من هذا أن العبد قد يكون مؤمناً تام الإيمان، إيمانه مثل إيمان الأنبياء والصديقين، ولو لم يعمل خيراً لا صلاة ولا صلة ولا صدق حديث؛ لم يدع كبيرة إلا ارتكبها.

فيكون الرجل عندهم إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان، وهو مصر على دوام الكذب والخيانة ونقض العهد؛ لا يسجد لله سجدة، ولا يحسن إلى أحد حسنة، ولا يؤدي الأمانة، ولا يدع ما يقدر عليه من كذب وظلم وفاحشة إلا فعلها؛ وهو مع ذلك مؤمن تام الإيمان، إيمانه مثل إيمان الأنبياء" [1] ."

(1) الإيمان لابن تيمية ص178 والإيمان الأوسط ص92 وص124.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام