فهرس الكتاب
الصفحة 118 من 224

يعترفون به مؤمناً .. إذن عندهم، شرط"القول"، ليس لأنه ركن من أركان الإيمان ولكن لأنه لا يمكن معرفة إيمان المرء في الدنيا، إلا به ..

إذن الإيمان عند الأشاعرة تصديق بالقلب وإقرار باللسان - على الصورة التي ذكرنا - .. وليس العمل عند الأشاعرة، من الإيمان .. إذن هم في الإيمان مرجئة ..

العمل عندنا - أهل السنة - ما منشأه؟ الإرادة، العمل عندنا لا يكون إلا بالإرادة ..

تكلمنا موجزاً، لكن أنا أريد أن أَصَلَ إلى نقطةٍ، مستعجلين عليها، في باب"الكسب"وباب"أثر الكسب على حياتنا"..

العمل عندنا، لا يكون إلّا بإرادة، والإرادة هذا .. لا يمكن للمرء أن يكون مرجئياً، إلّا بأن يلغي العمل .. الإرجاء هو تأجيل العمل، هو إخراج العمل عن الإيمان .. فالأشاعرة في الإيمان مرجئة، لأنهم يلغون العمل، ولأنهم في نفس الوقت، في قضية الجبر ماذا؟ في قضية الكسب؟ يلغون الإرادة. لأنهم يقولون أن الإرادة غير موثرة. عندهم، الإرادة - للإنسان - موجودة، ولكن غير موثرة. أي الإرادة - عندهم - دليل على وجود العمل، ولكن هي ليست التي بها يحدث العمل ..

إذن، لا يمكن للرجل أن يكون مرجئياً، إلا أن يكون ماذا؟ أن يكون جبرياً. لأن الإرادة في حركة الإنسان لا قيمة لها - عندهم - لأنها غير مؤثرة في وجود العمل - عندهم - ..

هؤلاء القوم، كما ترون، ضالّين في الشرعيات، بمعنى لما أسقطوا الإرادة في مجال الإيمان، وهو الشرعيات، ماذا ترتب عليه؟ سقوط العمل الشرعي من الناس وعدم الإهتمام به .. زاني، سارق، كافر، .. العمل كله ليس من الإيمان .. لكن بعد ذلك يكفِّرون بالعمل!. كيف هذا؟ ولماذا يكفّرون بالعمل ويقولون - مثلاً -"من سبَّ الله يكفر"؟ الحق أنهم لا يكفِّرونه بهذا القول، ولكن يكفِّرونه بعدم التصديق، أي أنهم يقولون هذا القول، أو هذا العمل، دليل على عدم وجود التصديق .. هذا للذكر فقط، وليس هنا مجال بحثها .. لكن هل ممكن أن يكون هذا الذي سبَّ الله عز وجل، غير كافر عندهم؟ ممكن! ..

فإذن لمّا أسقطوا الإرادة في الشرعيات، ماذا ترتب عليه؟ عدم القيمة للشرعيات .. ، مسلم سارق!، مسلم زاني!، مسلم يسب الدين!!، مسلم يحكم بغير ما أنزل الله!!، مسلم مرتد!!، .. كل هذا، لا قيمة لها. لأن الإرادة سقطت، وهذا العمل، ليس له دخل في قضية أركان الإيمان ..

لكن، هنا النقطة، هنا التي أريدها، - والشرح عليها يطول في كلامنا على الإيمان -. لكن هنا، ما قيمة إسقاط الإرادة في القَدَر؟ الآن، ماذا تَرتَّب عليه؟ لماذا فسد المسلمون بترك الشريعة؟ لوجود الإرجاء - كما رأينا مختصراً - ..

الآن، لماذا فسد أهل الملّة قَدَراً، كوناً، خلقاً؟ لماذا؟ للسبب التالي:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام