فلا يقوم في نفوسهم خاطر الاستعلاء بأنفسهم لأنفسهم ولا يهجس في قلوبهم الاعتزاز بذواتهم والاعتزاز بأشخاصهم وما يتعلق بها. إنما يتوارى شعورهم بأنفسهم ليملأها الشعور باللّه ، ومنهجه في الحياة. أولئك الذين لا يقيمون لهذه الأرض وأشيائها وأعراضها وقيمها وموازينها حسابا. ولا يبغون فيها كذلك فسادا. أولئك هم الذين جعل اللّه لهم الدار الآخرة. تلك الدار العالية السامية.
«وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ» الذين يخشون اللّه ويراقبونه ويتحرجون من غضبه ويبتغون رضاه.
وفي تلك الدار الآخرة يقع الجزاء كما كتب اللّه على نفسه. الحسنة بأضعافها وبما هو خير منها. والسيئة بمثلها رحمة بضعف الخلق وتيسيرا: «مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها. وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى الَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئاتِ إِلَّا ما كانُوا يَعْمَلُونَ» ..