فهرس الكتاب
الصفحة 189 من 491

وتصلهم بالمصدر الذي يستمدون منه القوة والعون على هذه التكاليف! «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَالْكِتابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلى رَسُولِهِ ، وَالْكِتابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ» ..

فهو بيان لعناصر الإيمان التي يجب أن يؤمن بها الذين آمنوا. بيان للتصور الإسلامي الاعتقادي:

فهو إيمان باللّه ورسوله. يصل قلوب المؤمنين بربهم الذي خلقهم ، وأرسل إليهم من يهديهم إليه ، وهو الرسول - صلى اللّه عليه وسلم - وإيمان برسالة الرسول وتصديقه في كل ما ينقله لهم عن ربهم الذي أرسله. وهو إيمان بالكتاب الذي نزل على رسوله. يربطهم بالمنهج الذي اختاره اللّه لحياتهم وبينه لهم في هذا الكتاب والأخذ بكل ما فيه ، بما أن مصدره واحد ، وطريقه واحد وليس بعضه بأحق من بعضه بالتلقي والقبول والطاعة والتنفيذ.

وهو إيمان بالكتاب الذي أنزل من قبل. بما أن مصدر الكتب كلها واحد هو اللّه وأساسها كذلك واحد هو إسلام الوجه للّه وإفراد اللّه سبحانه بالألوهية - بكل خصائصها - والإقرار بأن منهج اللّه وحده هو الذي تجب طاعته وتنفيذه في الحياة .. وهذه الوحدة هي المقتضى الطبيعي البديهي لكون هذه الكتب - قبل تحريفها - صادرة كلها عن اللّه. ومنهج اللّه واحد ، وإرادته بالبشر واحدة ، وسبيله واحد ، تتفرق السبل من حولها وهي مستقيمة إليه واصلة.

والإيمان بالكتاب كله - بوصف أن الكتب كلها كتاب واحد في الحقيقة - هو السمة التي تنفرد بها هذه الأمة المسلمة. لأن تصورها لربها الواحد ، ومنهجه الواحد ، وطريقه الواحد ، هو التصور الذي يستقيم مع حقيقة الألوهية. ويستقيم مع وحدة البشرية. ويستقيم مع وحدة الحق الذي لا يتعدد .. والذي ليس وراءه إلّا الضلال «فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ؟» .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام