وفي مواجهة هذا الإصرار من أهل الكتاب على الإعراض عن قبلة الإسلام ومنهجه الذي ترمز هذه القبلة له ، يقرر حقيقة شأن النبي - صلى اللّه عليه وسلم - وموقفه الطبيعي: «وَما أَنْتَ بِتابِعٍ قِبْلَتَهُمْ» ..
ليس من شأنك أن تتبع قبلتهم أصلا. واستخدام الجملة الاسمية المنفية هنا أبلغ في بيان الشأن الثابت الدائم للرسول - صلى اللّه عليه وسلم - تجاه هذا الأمر. وفيه إيحاء قوي للجماعة المسلمة من ورائه. فلن تختار قبلة غير قبلة رسولها التي اختارها له ربه ورضيها له ليرضيه ولن ترفع راية غير رايتها التي تنسبها إلى ربها ولن تتبع منهجا إلا المنهج الإلهي الذي ترمز له هذه القبلة المختارة .. هذا شأنها ما دامت مسلمة فإذا لم تفعل فليست من الإسلام في شيء .. إنما هي دعوى ..