فهرس الكتاب
الصفحة 122 من 491

إن جهودا منظمة موجهة تبذل لإنشاء موازين وقيم وتصورات للمجتمع غير تلك التي يريدها اللّه. ولإقامة أسس للحياة والارتباطات غير تلك التي أقامها اللّه. ولتوجيه الناس والحياة وجهة غير التي قررها اللّه ..

والموجهون لهذه الجهود يحسبون أنهم ينتهون إلى تحطيم قواعد المجتمع الإسلامي ، وتدمير حياة المسلمين في الأوطان الإسلامية ، حتى لا تبقى أمامهم حواجز تصد أطماعهم القديمة في هذه الأوطان ، بعد أن تنهار عقائدها ، وتنهار أخلاقها ، وتنهار مجتمعاتها .. ولكن الكارثة أبعد من هذا مدى .. إنها تحطيم قواعد المجتمع الإنساني كله - لا المجتمع الإسلامي وحده - تحطيم قواعد الفطرة التي تقوم عليها حياة الإنسان. وحرمان المجتمع البشري من العناصر التي تحمل أمانته الكبرى. أمانة الحياة الإنسانية المترقية. وذلك بحرمانه من الأطفال المؤهلين - في جو الأسرة الهادئ ، المطمئن ، الآمن من عواصف الشهوات الجامحة ، والنزوات المتقلبة والهوى الذاهب مع الريح - للنهوض بأمانة الجنس البشري كله. وهي شيء آخر غير مجرد التناسل الحيواني! وغير مجرد الالتقاء الشهواني على أساس «العواطف» وحدها ، وتنحية «الواجب» المطمئن الثابت الهادئ!

وهكذا تحق اللعنة على الجنس البشري كله ، إذ يحطم نفسه بنفسه ويدمر الجيل الحاضر منه مستقبل الأجيال القادمة. لتحقيق لذاته هو ، وشهواته هو ، وعلى الأجيال القادمة اللعنة. وتحق كلمة اللّه على الخارجين على كلمته وفطرته وتوجيهه. ويذوق الجنس البشري كله وبال أمره. إلا أن يرحمه اللّه بالعصبة المؤمنة التي تقر كلمة اللّه ومنهجه في الأرض ، وتأخذ بيد الناس إليها وتعصمهم من الشر الماحق الذي يهيئونه لأنفسهم بأيديهم. وهم يحسبون أنهم فقط إنما يحطمون الأوطان الإسلامية ، لتنهار حواجزها بتلك الجهود الموجهة الخبيثة!

التي تتولاها أقلام وأجهزة من داخل هذه الأوطان ذاتها.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام