فهرس الكتاب
الصفحة 94 من 112

[97] ولم يعرف امام زمانه، مات ميتة جاهلية [1] » ولأن الأمة قد جعلوا أهم المهمات بعد وفاة النبي عليه السلام نصب الامام، حتى قدموه على الدفن. وكذا بعد موت كل امام. ولأن كثيرا من الواجبات الشرعية يتوقف عليه، كما أشار إليه بقوله: (والمسلمون لا بد لهم من امام يقوم بتنفيذ أحكامهم، واقامة حدودهم، وسد ثغورهم، وتجهيز جيوشهم، وأخذ صدقاتهم، وقهر المتغلبة، والمتلصصة، وقطاع الطريق، واقامة الجمع والأعياد، وقطع المنازعات الواقعة بين العباد، وقبول الشهادات القائمة على الحقوق، وتزويج الصغار والصغائر الذين لا أولياء لهم، وقسمة الغنائم ونحو ذلك من الأمور التى لا يتولاها آحاد الأمة.

فان قيل: لم لا يجوز الاكتفاء بذى شوكة فى كل ناحية؟

ومن أين يجب نصب من له الرئاسة العامة؟ قلنا: لأنه يؤدى الى منازعات ومخاصمات مفضية الى اختلال [2] أمر الدين والدنيا، كما يشاهد فى زماننا هذا. فان قيل فليكتف بذى شوكة له الرئاسة العامة إماما كان أو غير امام، فان انتظام الأمر يحصل بذلك. كما فى عهد الأتراك. قلنا: نعم يحصل بعض النظام من أمر الدنيا ولكن يختل [3] أمر الدين، وهو المقصود الأهم والعمدة العظمى.

فان قيل: فعلى ما ذكر من أن مدة الخلافة ثلاثون سنة يكون الزمان بعد الخلفاء الراشدين خاليا عن الامام، فتعصى الأمة كلهم، وتكون ميتتهم ميتة جاهلية. قلنا: قد سبق أن المراد: الخلافة الكاملة.

ولو سلم، فلعل بعدها [4] دور الخلافة ينقضى دون دور الامامة، بناء على أن الامام أعم، لكن هذا الاصطلاح مما لم نجده للقوم، بل من الشيعة من يزعم: أن الخليفة أعم. ولهذا يقولون بخلافة الأئمة الثلاثة دون إمامتهم. وأما بعد الخلفاء العباسيين فالأمر مشكل.

(1) الحديث آحاد.

(2) اختلاف: خ.

(3) الصواب: انه لا يختل. لان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «اسمعوا واطيعوا وأن تأمر عليكم عدد حبشى» وهذا الحديث موافق لقوله تعالى: «أطِيعُوا الله وأطِيعُوا الرّسُول وأُولِي الْأمْرِ مِنْكُمْ» ولم يحدد نسب ولى الامر. والمهم أن ينفذ شريعة الله.

(4) بعدها: سقط خ.

(م 7 شرح العقائد)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام