فهرس الكتاب
الصفحة 90 من 112

[93] ثم أورد كلاما يشير الى تفسير الكرامة، والى تفصيل بعض جزئياتها المستبعدة جدا. فقال: (فتظهر الكرامة على طريق نقض العادة للولى، من قطع المسافة البعيدة فى المدة القليلة) كإتيان صاحب سليمان عليه السلام وهو «آصف بن برخيا» على الأشهر بعرش «بلقيس» قبل ارتداد الطرف، مع بعد المسافة (وظهور الطعام والشراب واللباس عند الحاجة إليها) كما فى حق مريم، فانه تعالى قال: «كُلّما دخل عليْها زكرِيّا الْمِحْراب، وجد عِنْدها رِزْقاً. قال: يا مرْيمُ أنّى لكِ هذا؟ قالتْ: هُو مِنْ عِنْدِ اللهِ» [1] (والمشي على الماء) كما نقل عن كثير من الأولياء (وفى الهواء) كما نقل عن: «جعفر بن أبى طالب» ، «ولقمان السرخسى» وغيرهما (وكلام الجماد والعجماء) واندفاع [2] المتوجه من البلاء، وكفاية المهم من الأعداء.

أما كلام الجماد فكما روى أنه كان بين يدى سليمان وأبى الدرداء رضى الله عنهما قصعة فسبحت وسمعا تسبيحها. وأما كلام العجماء فتكليم الكلب لأصحاب الكهف. وكما روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بينا رجل يسوق بقرة قد حمل عليها، اذا التفتت البقرة إليه. وقالت: انى لم أخلق لهذا، انما خلقت للحرث» [3] .

فقال الناس: سبحان الله بقرة تكلم؟ فقال النبي عليه السلام:

«آمنت بهذا» (وغير ذلك من الأشياء) مثل رؤية عمر رضى الله عنه، وهو على المنبر بالمدينة جيشه: ب «نهاوند» حتى أنه قال لأمير جيشه: يا سارية. الجبل. الجبل. تحذيرا له من وراء الجبل، لمكر العدو هناك، وسماع سارية كلامه مع بعد المسافة. وكشرب خالد رضى الله عنه السم من غير تضرر به، وكجريان النيل بكتاب عمر رضى الله عنه. وأمثال هذا أكثر من أن تحصى.

ولما استدل المعتزلة المنكرون لكرامة الأولياء بأنه لو جاز ظهور خوارق العادات من الأولياء لاشتبه بالمعجزة، فلم يتميز النبي

(1) آل عمران 37

(2) من أول واندفاع الى من الأشياء مثل: سقط خ.

(3) وفى التوراة فى سفر العدد أن حمارة بلعام تكلمت.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام