فهرس الكتاب
الصفحة 78 من 240

قلنا:إنها تشمل علاقة الإنسان بربه وعلاقته بنفسه وعلاقته بالآخرين.وهنا نقول:إن هذه كلها تترابط وتلتقي عن طريق المحور المشترك فيها جميعاً وهو الإيمان بالله وعبادته.فعلاقة الإنسان بربه هي الإيمان والعبادة،وعلاقته بنفسه هي تزكيتها،والتزكية تتم عن طريق الإيمان والعبادة،وعن طريق الالتزام بأوامر الله وهو مقتضى الإيمان والعبادة.وعلاقته ( أو علاقاته ) بغيره تتم كلها عن طريق تنفيذ أوامر الله والتحاكم إلى ما أنزل الله

وبذلك تنتظم العلاقات كلها في سلك واحد قوامه الإيمان بالله..

وهكذا يبدو الترابط والتكامل بين أركان هذه العقيدة على جميع المحاور وفي جميع المجالات [1] .

12-العموم والشمول والصلاح:

شمول لجميع حاجات الفرد،في قلبه وعاطفته وأحاسيسه وفي مشاعره وجوارحه وفي متطلبات حياته الفردية والأسرية والاجتماعية والعالمية،فهي شاملة لكل ما يحتاجه أو ما يحقق السعادة للناس في الدنيا والآخرة.

إن هذه العقيدة تشمل الإنسان كله،جسمه وعقله وروحه،كما تشمل سلوكه وفكره ومشاعره،كما تشمل دنياه وآخرته.

ليس في كيان الإنسان ولا في حياته شيء لا يتصل بهذه العقيدة ولا تتصل العقيدة به.

إنها تصاحبه في كل لحظة من لحظات حياته،وفي كل عمل يعمله،أو فكر يفكره،أو شعور يختلج في ضميره.

ويتضح لنا الشمول في مجالات متعددة،وعلى محاور مختلفة،تلتقي كلها في النهاية:

1-ففي مجال الاعتقاد تشمل - كما رأينا - الإيمان بالله واليوم الاخر والملائكة والنبيين والكتب السماوية والقدر خيره وشره.

2-وفي مجال العمل تشمل العمل للدنيا والعمل للآخرة في ذات الوقت.

3-وفي مجال الكائن البشري تشمل حركة جسمه وتفكّر عقله وانطلاقة روحه.

4-وفي مجال المجموع البشري تشمل الفرد والجماعة والأمة والدولة في ذات الوقت.

(1) - ركائز الإيمان لمحمد قطب بتحقيقي ( ص:423) فما بعدها

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام