فهرس الكتاب
الصفحة 7 من 240

المبحث الثاني

أهمية العقيدة في حياة الإنسان

ترجع أهمية العقيدة إلى أهمية الدين في حياة الإنسان،وأهمية الدين معلومة،الدين هو القيمة الحقيقية الأساسية للإنسان في الدنيا والآخرة،الإنسان بلا دين حق لا قيمة له،ولا يمكن أن تتحقق العبادة الحقة إلا بالعقيدة السليمة،لا من حيث منهج العبادة الشرعي،بل حتى من حيث الاعتقاد ابتداءً بالله -عز وجل-،وبأصول الإيمان الأخرى،والاعتقاد بالغيبيات،والاعتقاد بمنهاج الدين جملة وتفصيلاً على قدر مدارك الإنسان،فالإنسان إذا صحت عقيدته صح دينه،وإذا صح دينه صحت صلته بالله -عز وجل-،وإذا وصل إلى هذه الدرجة حقق السعادة المنشودة التي هي السعادة العظمى في الدنيا والآخرة،ولا سبيل إلى تحقيق هذه السعادة الدائمة إلا بسلامة العقيدة.

1-لابد لكل بناءٍ ماديا كان أو معنويا من أساسٍ يقوم عليه.والدين الإسلاميُّ بناءٌ متكامل يشمل جميع حياة المسلم منذ ولادته وحتى مماته،ثم ما يصير إليه بعد موته.وهذا البناءُ الضخم يقوم على أساس متين هو العقيدة الإسلامية التي تتخذ من وحدانية الخالق منطلقا لها،كما قال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (162) سورة الأنعام.

فالإسلامُ يعنَى بالعقيدة ويوليها أكبر عناية،سواء من حيث ثبوتها بالنصوص ووضوحها،أو من حيث ترتيب آثارها في نفوس معتقديها.لذا نجد أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - مكث ثلاثة عشر سنة بمكة المكرمة ينزل عليه القرآن، وكان في غالبه ينصبُّ على البناء العقدي،حتى إذا ما تمكنت العقيدة في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم نزلت التشريعاتُ الأخرى بعد الهجرة إلى المدينة.

2-إن العقيدة- أيا كانت هذه العقيدة- تعدُّ ضرورة من ضروريات الإنسان التي لا غنى له عنها،ذلك أن الإنسان بحسب فطرته،يميل إلى اللجوء إلى قوة عليا يعتقد فيها القوة الخارقة،والسيطرةَ الكاملة عليه وعلى المخلوقات من حوله.وهذا الاعتقادُ يحقق له الميل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام