فهرس الكتاب
الصفحة 131 من 240

إنما يهذبها،ولا يكبت النوازع البشرية إنما يضبطها.ومن ثم ينهى فقط عما يخالف نظافة الشعور،وطهارة الضمير: «وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا» ..

لا جناح في أن تعرضوا بالخطبة،أو أن تكنوا في أنفسكم الرغبة،ولكن المحظور هو المواعدة سرا على الزواج قبل انقضاء العدة.ففي هذا مجانبة لأدب النفس،ومخالسة لذكرى الزوج،وقلة استحياء من اللّه الذي جعل العدة فاصلا بين عهدين من الحياة.

«إِلَّا أَنْ تَقُولُوا قَوْلًا مَعْرُوفاً» ..لا نكر فيه ولا فحش،ولا مخالفة لحدود اللّه التي بينها في هذا الموقف الدقيق: «وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ حَتَّى يَبْلُغَ الْكِتابُ أَجَلَهُ» ..ولم يقل:ولا تعقدوا النكاح..إنما قال: «وَلا تَعْزِمُوا عُقْدَةَ النِّكاحِ» ..زيادة في التحرج..فالعزيمة التي تنشئ العقدة هي المنهي عنها..وذلك من نحو قوله تعالى: «تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلا تَقْرَبُوها» ..توحي بمعنى في غاية اللطف والدقة. «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ» ..

وهنا يربط بين التشريع وخشية اللّه المطلع على السرائر.فللهواجس المستكنة وللمشاعر المكنونة هنا قيمتها في العلاقات بين رجل وامرأة.تلك العلاقات الشديدة الحساسية،العالقة بالقلوب،الغائرة في الضمائر.

وخشية اللّه،والحذر مما يحيك في الصدور أن يطلع عليه اللّه هي الضمانة الأخيرة،مع التشريع،لتنفيذ التشريع.

فإذا هز الضمير البشري هزة الخوف والحذر،فصحا وارتعش رعشة التقوى والتحرج،عاد فسكب فيه الطمأنينة للّه،والثقة بعفو اللّه،وحلمه وغفرانه: «وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ» ..

غفور يغفر خطيئة القلب الشاعر باللّه،الحذر من مكنونات القلوب.حليم لا يعجل بالعقوبة فلعل عبده الخاطئ أن يتوب. [1]

26-العقيدة الإسلامية كفيلة بحل جميع المشكلات:

سواء مشكلات الفرقة والشتات،أو مشكلات السياسة والاقتصاد،أو مشكلات الجهل والمرض والفقر،أو غير ذلك.

(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (1 / 255)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام