فهرس الكتاب
الصفحة 30 من 240

يبق بعد ذلك قول لقائل في شريعة أو حكم،أو عادة أو تقليد..ولا معقب لحكمه ولا مجير عليه.. [1]

2-ومنْ خصائصِ هذه العقيدةِ أنها ثابتةٌ:

قال تعالى: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} (18) سورة الجاثية.

إنها شريعة واحدة هي التي تستحق هذا الوصف،وما عداها أهواء منبعها الجهل.وعلى صاحب الدعوة أن يتبع الشريعة وحدها،ويدع الأهواء كلها.وعليه ألا ينحرف عن شيء من الشريعة إلى شيء من الأهواء.

فأصحاب هذه الأهواء أعجز من أن يغنوا عنه من اللّه صاحب الشريعة.وهم إلب عليه فبعضهم ولي لبعض.

وهم يتساندون فيما بينهم ضد صاحب الشريعة فلا يجوز أن يأمل في بعضهم نصرة له أو جنوحا عن الهوى الذي يربط بينهم برباطه.ولكنهم أضعف من أن يؤذوه.واللّه ولي المتقين.وأين ولاية من ولاية؟ وأين ضعاف جهال مهازيل يتولى بعضهم بعضا من صاحب شريعة يتولاه اللّه.ولي المتقين؟ [2]

وثباتُ العقيدةِ ناتجٌ عن أنها منزلةٌ من عندِ الله،وقد انقطعَ الوحيُ بالتحاقِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالرفيقِ الأعلى منَ الجنة،وبقيتْ النصوصُ ثابتةً إلى يوم الدينِ لا ينسخُها ناسخٌ ولا يبدِّلهُا كافرٌ.فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -:"إِنِّي قَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ شَيْئَيْنِ لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُمَا:كِتَابَ اللَّهِ وَسُنَّتِي،وَلَنْ يَتَفَرَّقَا حَتَّى يَرِدَا عَلَيَّ الْحَوْضَ" ( أخرجه الحاكم في المستدرك) [3] .

وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَمْرٍو السُّلَمِيِّ،أَنَّهُ سَمِعَ الْعِرْبَاضَ بْنَ سَارِيَةَ،قَالَ:وَعَظَنَا رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مَوْعِظَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ،وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ،قُلْنَا:يَا رَسُولَ اللهِ،إِنَّ هَذِهِ لَمَوْعِظَةُ

(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (3 / 1195)

(2) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (5 / 3229)

(3) - برقم (319 ) وهو صحيح

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام