أَنَّكُمْ تَغْدُونَ وَتَرُوحُونَ فِي أَمَلٍ قَدْ غُيِّبَ عَنْكُمْ عَلِمَهُ،فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لَا تَنْقَضِي آجَالُكُمْ إِلَّا وَأَنْتُمْ فِي عَمَلِ اللهِ فَافْعَلُوا،وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ إِلَّا بِاللهِ عَزَّ وَجَلَّ،فَسَارِعُوا فِي مُهْلِ إِيَّاكُمْ قَبْلَ أَنْ تَنْقَضِيَ آجَالُكُمْ فَتَرَدُّكُمْ إِلَى أَسْوَأَ أَعْمَالِكُمْ،فَإِنَّ أَقْوَامًا جَعَلُوا آجَالَهُمْ لِغَيْرِهِمْ فَأَنْهَاكُمْ أَنْ تَكُونُوا أَمْثَالَهُمُ الْوَحَا الْوَحَا،ثُمَّ النَّجَا النَّجَا،فَإِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ طَالِبًا حَثِيثًا مَرَّهُ سَرِيعٌ - يَعْنِي الْمَوْتَ -" [1] "
وقال في معرض الثناء على سائر عباده المؤمنين: ( تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنْ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) [السجدة:16] .
وهناك مقولة مشهورة عند السلف،وهي قولهم:"من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق،ومن عبده بالخوف فهو حروري،ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجيء،ومن عبده بالخوف،والحب،والرجاء فهو مؤمن موحِّد". [2]
قال تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (143) سورة البقرة
إنها الأمة الوسط التي تشهد على الناس جميعا،فتقيم بينهم العدل والقسط وتضع لهم الموازين والقيم وتبدي فيهم رأيها فيكون هو الرأي المعتمد وتزن قيمهم وتصوراتهم وتقاليدهم وشعاراتهمفتفصل في أمرها،وتقول:هذا حق منها وهذا باطل.لا التي تتلقى من الناس تصوراتها وقيمها وموازينها.وهي شهيدة على الناس،وفي مقام الحكم العدل بينهم..وبينما هي تشهد على الناس هكذا،فإن الرسول هو الذي يشهد عليها فيقرر لها
(1) - شعب الإيمان - (13 / 161) (10109 ) حسن
(2) - الدرر السنية كاملة - (23 / 80) وشرح الطحاوية - ط الأوقاف السعودية - (1 / 313) وشرح الفتوى الحموية - (1 / 465)