وعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ،عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ:مَنْ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ،وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،وَأَنَّ عِيسَى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ،وَأَنَّ الْجَنَّةَ حَقٌّ وَالنَّارَ حَقٌّ،أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنْ عَمَلٍ. [1]
فمن تسمك بها نجا يوم القيامة،قال تعالى: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ} (19) سورة آل عمران
ألوهية واحدة..وإذن فدينونة واحدة..واستسلام لهذه الألوهية لا يبقى معه شيء في نفوس العباد ولا في حياتهم خارجا عن سلطان اللّه.
ألوهية واحدة..وإذن فجهة واحدة هي صاحبة الحق في تعبيد الناس لها وفي تطويعهم لأمرها وفي إنفاذ شريعتها فيهم وحكمها وفي وضع القيم والموازين لهم وأمرهم باتباعها وفي إقامة حياتهم كلها وفق التعليمات التي ترضاها..
ألوهية واحدة..وإذن فعقيدة واحدة هي التي يرضاها اللّه من عباده.عقيدة التوحيد الخالص الناصع..
ومقتضيات التوحيد هذه التي أسلفنا: «إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلامُ» ..
الإسلام الذي هو ليس مجرد دعوى،وليس مجرد راية،وليس مجرد كلمة تقال باللسان ولا حتى تصورا يشتمل عليه القلب في سكون ولا شعائر فردية يؤديها الأفراد في الصلاة والحج والصيام..لا.فهذا ليس بالإسلام الذي لا يرضى اللّه من الناس دينا سواه.إنما الإسلام الاستسلام.الإسلام الطاعة والاتباع.الإسلام تحكيم كتاب اللّه في أمور العباد..كما سيجيء في السياق القرآني ذاته بعد قليل.
والإسلام توحيد الألوهية والقوامة..بينما كان أهل الكتاب يخلطون بين ذات اللّه - سبحانه - وذات المسيح - عليه السلام - كما يخلطون بين إرادة اللّه وإرادة المسيح أيضا..ويختلفون فيما بينهم على هذه التصورات اختلافا عنيفا يصل في أحيان كثيرة إلى
(1) - مسند أحمد (عالم الكتب) - (7 / 539) (22675) 23051- وصحيح مسلم- المكنز - (149)