فهرس الكتاب
الصفحة 74 من 240

والرسول..وهذا هو مجال الاجتهاد الحقيقي.إلى جانب الاجتهاد في فهم النص،والوقوف عنده،لا تحكيم العقل البشري في أن مدلوله يحمل المصلحة أو لا يحملها!!! إن مجال العقل البشري الأكبر في معرفة نواميس الكون والإبداع في عالم المادة..وهو ملك عريض!!! يجب أن نحترم الإدراك البشري بالقدر الذي أراده اللّه له من التكريم في مجاله الذي يحسنه - ثم لا نتجاوز به هذا المجال.كي لا نمضي في التيه بلا دليل.إلا دليلا يهجم على ما لا يعرف من مجاهل الطريق..وهو عندئذ أخطر من المضي بلا دليل !!! [1]

11-التكامل(أو الترابط)::

إن هذه العقيدة لا تتسم بالشمول الذى ذكرنا مجالاته ومحاوره المختلفة فحسب،بل بالتكامل والترابط كذلك.وهذه مستقلة عن الشمول،وإن كانت وثيقة الصلة به 0

1-فى مجال الاعتقاد:

قلنا إنها تشمل الإيمان بالله واليوم الآخر والملائكة والكتاب والنبيين والقدر خيره وشره.ولكن الشمول في ذاته لا يعني ترابط هذه المعتقدات بعضها ببعض.فقد تكون موجودة بعضها إلى جوار بعض،دون ترابط بين أركانها المختلفة،كل منها يعمل في حقل مستقل غير مرتبط بالآخر.وليس هذا هو الحال في هذه العقيدة.فإن كل ركن من هذه الأركان ذو صلة وثيقة بسائرها،بحيث تكون في النهاية كلاً متكاملاً،يؤثر بمجموعه المترابط في حياة الإنسان.

وإن شئت الدقة فقل إن سائر أركان العقيدة الإسلامية مرتبط بركنها الأول وهو الأكبر وهو الإيمان بالله.

فالإيمان بالله هو الأساس،وهو لب العقيدة وصلبها،ثم تأتي بقية الأركان فتتصل به فتتكامل.

فالإيمان باليوم الآخر - كما رأينا في حديثنا عنه - مرتبط بعدل الله وحكمته وبالحق الذي خلق الله به السماوات والأرض،وخلق به الحياة والموت،أي أنه مرتبط ارتباطاً مباشراً بتصورنا لصفات الله جل وعلا،بحيث يصبح تصورنا لها ناقصاً ومختلاً إذا لم نؤمن

(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (2 / 721)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام