فهرس الكتاب
الصفحة 116 من 240

والدينونة للّه وحده تتمثل في ربوبيته للناس وحده.والربوبية تعني القوامة على البشر،وتصريف حياتهم بشرع وأمر من عند اللّه،لا من عند أحد سواه. [1]

20-تؤثر في السلوك والأخلاق والمعاملة:

فهي تأمر أهلها بكل خير،وتنهاهم عن كل شر،فتأمرهم بالعدل والاعتدال،وتنهاهم عن الظلم والانحراف ،قال تعالى: { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } [النحل:90]

إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَأْمُرُ فِي كِتَابِهِ الذِي أَنْزَلَهُ عَلَى رَسُولِهِ - صلى الله عليه وسلم - بِالعَدْلِ وَالإِنْصَافِ،وَيَنْدُبُ إِلَى الإِحْسَانِ وَالفَضْلِ،وَيَأْمُرُ بِصِلَةِ الرَّحْمِ وَإِعْطَاءِ ذَوِي القُرْبَى مَا هُمْ بِحَاجَةٍ إِلَيْهِ،وَيَنْهَى عَنِ ارْتِكَابِ المُحَرَّمَاتِ وَالمُنْكَرَاتِ وَالفَوَاحِشِ،مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ،مِمَّا يَأْتِيهِ العَبْدُ سِرّاً وَخِفْيَةً وَاللهُ تَعَالَى إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالخَيْرِ،وَيَنْهَاكُمْ عَنِ المُنْكَرِ وَالشَّرِّ،لَعَلَّكُمْ تَتَذَكَّرُونَ مَا أَوْدَعَهُ اللهُ فِي الفِطْرَةِ مِنْ وَحْيٍ قَوِيمٍ أَصِيلٍ،فَتَعْمَلُوا بِمُقْتَضَاهُ.

لقد جاء هذا الكتاب لينشىء أمة وينظم مجتمعا،ثم لينشىء عالما ويقيم نظاما.جاء دعوة عالمية إنسانية لا تعصب فيها لقبيلة أو أمة أو جنس إنما العقيدة وحدها هي الآصرة والرابطة والقومية والعصبية.

ومن ثم جاء بالمبادئ التي تكفل تماسك الجماعة والجماعات،واطمئنان الأفراد والأمم والشعوب،والثقة بالمعاملات والوعود والعهود:

جاء «بِالْعَدْلِ» الذي يكفل لكل فرد ولكل جماعة ولكل قوم قاعدة ثابتة للتعامل،لا تميل مع الهوى،ولا تتأثر بالود والبغض،ولا تتبدل مجاراة للصهر والنسب،والغنى والفقر،والقوة والضعف.إنما تمضي في طريقها تكيل بمكيال واحد للجميع،وتزن بميزان واحد للجميع.

وإلى جوار العدل.. «الْإِحْسانِ» ..يلطف من حدة العدل الصارم الجازم،ويدع الباب مفتوحا لمن يريد أن يتسامح في بعض حقه إيثارا لود القلوب،وشفاء لغل الصدور.ولمن يريد أن ينهض بما فوق العدل الواجب عليه ليداوي جرحا أو يكسب فضلا.

(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (4 / 1851)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام