فهرس الكتاب
الصفحة 62 من 240

وكذلك لا تكتفي بمخاطبة القلب والوجدان والاعتماد عليهما أساسا للاعتقاد،بل تتبع قضاياها بالحجة الدامغة،والبرهان الناصع،والتعليل الواضح،الذي يملك أزمة العقول،ويأخذ الطريق إلى القلوب،ويقول علماؤها: إن العقل أساس النقل ... والنقل الصحيح لا يخالف العقل الصريح.

6-عقيدةٌ ثابتةٌ ودائمةٌ:

فهي عقيدة ثابتة،مستقرة خالدة،فلقد ثبتت أمام الضربات المتوالية التي يقوم بها أعداء الإسلام؛من اليهود،والنصارى،والمجوس،وغيرهم.

فما إن يعتقد هؤلاء أن عظمها قد وهن،وأن جذوتها قد خبت،ونارها قد انطفأت،حتى تعود جذعة ناصعة نقية؛فهي ثابتة إلى قيام الساعة،محفوظة بحفط الله ـ تعالى ـ تتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل؛ورعيلاً بعد رعيل،لم يتطرق إليها التحريف،أو الزيادة،أو النقصان،أو التبديل.

ولما كانتِ العقيدة الإسلاميةُ تقومُ على الدليل والبرهانِ،لزمَ أن تكون عقيدةً ثابتة ًودائمةً،قال الله تعالى: { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللّهِ..} (64) سورة يونس.

وما دام الحق سبحانه قد قال: { لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ } فلن تجد أحداً قادراً على ذلك،كما أن الخلق مقهورون كلهم يوم القيامة؛ ومَنْ كان يبيح له الله تعالى أن يملك شيئاً في الدنيا لم يعد مالكاً لشيء،بدليل أن الكل سيسمع قول الحق سبحانه: { لِّمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ } [غافر:16] .

وما دام الحق سبحانه قد وعد ببشرى الدنيا وبشرى الآخرة،فلا تبديل لما حكم به الله،فلا شيء يتأبَّى على حكم الله تعالى،والوعد بالبُشريات في الدنيا وفي الآخرة فوز عظيم مؤكد. [1]

فهي عقيدةٌ ثابتةٌ ومحددةٌ،لا تقبلُ الزيادةَ ولا النقصانَ،ولا التحريفَ ولا التبديلَ.فليسَ لحاكمٍ أو مجمعٍ من المجامعِ العلميةِ أو مؤتمرٍ من المؤتمراتِ الدينيةِ ليسَ لأولئكَ جميعاً و لا لغيرهِم أنْ يضيفوا إليها شيئاً أو يحذفوا منها شيئاً،وكلُّ إضافةٍ أو تحويرٍ مردودٌ على صاحبِه

(1) - تفسير الشعراوي - ( / 1415)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام