فهرس الكتاب
الصفحة 63 من 240

كائناً منْ كانَ بقول النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -: « مَنْ أَحْدَثَ فِى أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ » [1] .أي مردودُ عليه.

وقد هددَ القرآنُ الكريمُ العلماءَ خاصةً من أن تميلَ بهِم الأهواءُ والأطماعُ أو الإغراءتُ المادية ُ فيزيدوا أو ينقصوا شيئاً من الدِّينِ قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُمْ مِّمَّا يَكْسِبُونَ } (79) سورة البقرة.

وَهؤَلاَءِ صِنْفٌ مِنَ اليَهُودِ هُمُ العُلَمَاءُ،وَالدُّعَأةُ إِلى الضَّلاَلَةِ بِالكَذِبِ وَالبُهْتَانِ والزُّورِ،وَقَوْلِ غَيْرِ الحَقِّ عَلَى اللهِ،وَأَكْلِ أَمْوالِ النَّاسِ بِالبَاطِلِ،وَهُمْ أَحْبَارُ اليَهُودِ الذِينَ كَتَبُوا بِأَيْدِيهِمْ كِتَاباً مُحَرَّفاً وَمُلَفْقاً مِنْ عِنْدِهِمْ،يِبِيعُونَهُ لِعَوامِّهِمْ زَاعِمِينَ أَنَّهُ التَّورَاةُ المُنْزَلَةُ مِنْ عِنْدِ اللهِ،لِيَأْخُذُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً مِنْهُمْ.وَيُُحَََذِّرُ اللهُ هؤَلاءِ المُفْتَرِينَ عَلَى اللهِ،وَيَقُولُ لَهُمْ:الوَيْلُ لَهُمْ - أَيِ الهَلاَكُ وَالدَّمَارُ لَهُمْ وَشِدَّةُ الشَّرِّ - مِمَّا أَكَلُوا مِنْ هذا الكَسْبِ الحَرَامِ.وَقَدِ ارْتَكَبَ هؤُلاءِ بِعَمَلِهِمْ هذا ثَلاثَ جِنَايَاتٍ:

أُولاَهَا - كِتْمَانُ مَا فِي كِتَابِهِمْ مِنْ صِفَةِ النَّبِيِّ وَتَغْيِيرِهَا.

وَثَانِيَتُها - الافْتِراءُ عَلَى اللهِ وَنِسْبَةُ شَيءٍ إِلَيهِ لَمْ يَقُلْهُ.

وَثَالِثُهَا - الكَسْبُ الحَرَامُ ثَمَناً لِهذا الكَذِبِ وَالتَّحْرِيفِ وَالإِفْكِ. [2]

وعلى هذا فكلُّ البدعِ والأساطيرِ والخرافاتِ التي دُستْ في بعض كتبِ المسلمين،أو أشيعتْ بين عامتهِم باطلةٌ مردودةٌ لا يقرُّها القرآن ولا تؤخذُ حجةً عليه،وإنما الحجةُ فيما ثبتَ من نصوصِه فقط.كما قال الله تعالى: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا } (165) سورة النساء.

ولقد ثبتت أمام الضربات المتوالية التي يقوم بها أعداء الإسلام؛من اليهود،والنصارى،والمجوس،وغيرهم ،فما إن يعتقد هؤلاء أن عظمها قد وهن،وأن جذوتها قد خبت،ونارها قد انطفأت،حتى تعود جذعة ناصعة نقية؛فهي ثابتة إلى قيام

(1) -أخرجه البخاري برقم (2697 ) ومسلم برقم (4589)

(2) - أيسر التفاسير لأسعد حومد - (1 / 86)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام