فهرس الكتاب
الصفحة 136 من 240

زوجتيَّ،فأيهما تعجبك أطلقها وتتزوجها بعد انقضاء عدتها،هذا هو الملظ العجيب،وهي مسألة لا يمكن أن تمر على خيال العربي أبداً.

ويذيل الحق تبارك وتعالى الآية الكريمة بقوله: { وَرَزَقَكُمْ مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [الأنفال:26] وقد رزقهم المولى سبحانه وتعالى وأمدهم بالخيرات والأسلحة والنفائس وهزموا صناديد قريش،ولم تكن الغنائم تحل لأحد من الأنبياء من قبل،لكنها أحلت لسيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .إذن فالذي صنع لكم كل ذلك حقيق أن يُذكر فلا ينسى وأن يشكر دائما. [1]

27-الدخول في السلم الحقيقي:

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ ادْخُلُواْ فِي السِّلْمِ كَآفَّةً وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} (208) سورة البقرة

إنها دعوة للمؤمنين باسم الإيمان.بهذا الوصف المحبب إليهم،والذي يميزهم ويفردهم،ويصلهم باللّه الذي يدعوهم..دعوة للذين آمنوا أن يدخلوا في السلم كافة..

وأول مفاهيم هذه الدعوة أن يستسلم المؤمنون بكلياتهم للّه،في ذوات أنفسهم،وفي الصغير والكبير من أمرهم.أن يستسلموا الاستسلام الذي لا تبقى بعده بقية ناشزة من تصور أو شعور،ومن نية أو عمل،ومن رغبة أو رهبة،لا تخضع للّه ولا ترضى بحكمه وقضاه.استسلام الطاعة الواثقة المطمئنة الراضية.الاستسلام لليد التي تقود خطاهم وهم واثقون أنها تريد بهم الخير والنصح والرشاد وهم مطمئنون إلى الطريق والمصير،في الدنيا والآخرة سواء.

وتوجيه هذه الدعوة إلى الذين آمنوا إذ ذاك تشي بأنه كانت هنالك نفوس ما تزال يثور فيها بعض التردد في الطاعة المطلقة في السر والعلن.وهو أمر طبيعي أن يوجد في الجماعة إلى جانب النفوس المطمئنة الواثقة الراضية..وهي دعوة توجه في كل حين للذين آمنوا ليخلصوا ويتجردوا وتتوافق خطرات نفوسهم واتجاهات مشاعرهم مع ما يريد اللّه بهم،وما يقودهم إليه نبيهم ودينهم،في غير ما تلجلج ولا تردد ولا تلفت.

(1) - تفسير الشعراوي - ( / 1173)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام