فهرس الكتاب
الصفحة 43 من 240

في رد مالم يرد فيه نص إلى النصوص أو إلى المبادئ العامة للدين..ذلك إلى المجال الأصيل،الذي يحكمه العقل البشري،ويعلن فيه سيادته الكاملة:ميدان البحث العلمي في الكون والإبداع المادي فيه .. «ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا» ..وصدق اللّه العظيم. [1] .

وعَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ:خَطَبَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ،فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ،فَإِنِّي وُلِّيتُ أَمْرَكُمْ،وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ،وَلَكِنَّهُ نَزَلَ الْقُرْآنُ،وَسَنَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - ،وَعَلَّمَنَا فَعَمِلْنَا،وَاعْلَمُنَّ أَيُّهَا النَّاسُ أَنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ الْهُدَى"أَوْ قَالَ:"التُّقَى"،شَكَّ أَبُو عُبَيْدٍ،قَالَ:وَأَكْثَرُ ظَنِّي أَنَّهُ:التُّقَى -"وَأَنَّ أَعْجَزَ الْعَجْزِ الْفُجُورُ،وَأَنَّ أَقْوَاكُمْ عِنْدِي الضَّعِيفُ حَتَّى آخُذَ لَهُ بِحَقِّهِ،وَأَنَّ أَضْعَفَكُمْ عِنْدِي الْقَوِيُّ حَتَّى آخُذَ مِنْهُ الْحَقَّ يَا أَيُّهَا النَّاسُ،إِنَّمَا أَنَا مُتَّبِعٌ،وَلَسْتُ بِمُبْتَدِعٍ،فَإِنْ أَنَا أَحْسَنْتُ فَأَعِينُونِي،وَإِنْ أَنَا زُغْتُ فَقَوِّمُونِي أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ" [2]

وعن هِشَامَ بْنِ عُرْوَةَ ،عَنْ أَبِيهِ،قَالَ:"لَمَّا وَلِيَ أَبُو بَكْرٍ خَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ،ثُمَّ قَالَ:"أَمَّا بَعْدُ،أَيُّهَا النَّاسُ،قَدْ وَلِيتُ أَمْرَكُمْ،وَلَسْتُ بِخَيْرِكُمْ،وَلَكِنْ نَزَلَ الْقُرْآنُ،وَسَنَّ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - السُّنَنَ،فَعَلَّمَنَا فَعَلِمْنَا،اعْلَمُوا أَنَّ أَكْيَسَ الْكَيْسِ التَّقْوَى،وَأَنَّ أَحْمَقَ الْحُمْقَ الْفُجُورَ،وَأَنَّ أَقْوَاكُمْ عِنْدِيَ الضَّعِيفُ حَتَّى آخِذَ لَهُ بِحَقِّهِ،وَأَنَّ أَضْعَفَكُمْ عِنْدِيَ الْقَوِيُّ حَتَّى آخِذَ مِنْهُ" [3] "

3-ومنْ خصائصِ هذه العقيدةِ واضحة:

فالعقيدةُ الإسلاميةُ عقيدةٌ واضحةٌ لا غموضَ فيها ولا تعقيدٌ،فهي تتلخصُ في أنَّ لهذهِ المخلوقاتِ إلهاً واحداً مستحِقًّا للعبادةِ هو اللهُ تعالى،الذي خلقَ الكونَ البديعَ المنسَّقَ،وقدَّر كلَّ شيءٍ فيه تقديرا،وأنَّ هذا الإلهَ ليسَ له شريكٌ ولا شبيهٌ ولا صاحبةٌ ولا ولدٌ.

فهذا الوضوحُ يناسبُ العقلَ السليمَ،لأنَّ العقلَ- دائماً -يطلبُ الترابطَ والوحدة َعندَ التنوعِ والكثرةِ،ويريدُ أنْ يُرجعَ الأشياءَ المختلفةَ إلى سبب ٍواحدٍ.

(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (2 / 690)

(2) - الْأَمْوَالُ لِلْقَاسِمِ بْنِ سَلَّامٍ (6 ) صحيح لغيره

(3) - الطَّبَقَاتُ الْكُبْرَى لِابْنِ سَعْدٍ (3155 ) صحيح مرسل

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام