بالله،متطلعا إليه أن ينجح مسعاه ويوصله إلى النتائج المرغوبة.وبذلك يتوازن الإنسان فى سعيه فى الأرض لا يهمل الأسباب ويتواكل،ولا يكف عن التطلع إلى قدر الله0
4-أخيراً نقول:إن هذه العقيدة توازن بين جوانب الحياة الإنسانية المختلفة فلا يطغى منها جانب على جانب.فكما أن الجانب الروحى لا يطغى على الجانب المادى،فكذلك لا يطغى الجانب السياسى على الاقتصادى،ولا الاقتصادى على الخلقى وهكذا.بل تتوازن جوانب الحياة كلها على محور العقيدة الرئيس الذى مقتضاه الإيمان بالله والالتزام بما أنزل الله،فتسير كلها متوازية متوازنة فى آن واحد 0 [1]
نحب أن نؤكد أهمية التناسق في منهج اللّه بين الإيمان والتقوى وإقامة المنهج في الحياة الواقعية للناس،وبين العمل والإنتاج والنهوض بالخلافة في الأرض فهذا التناسق هو الذي يحقق شرط اللّه لأهل الكتاب - ولكل جماعة من الناس - أن يأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم في الدنيا،وأن تكفر عنهم سيئاتهم ويدخلوا جنات النعيم في الآخرة وأن يجتمع لهم الفردوس الأرضي - بالوفرة والكفاية مع السلام والطمأنينة - وفردوس الآخرة بما فيه من نعيم ورضوان..
ولكننا مع هذا التوكيد لا نحب أن ننسى أن القاعدة الأولى والركيزة الأساسية هي الإيمان والتقوى وتحقيق المنهج الرباني في الحياة الواقعية..فهذا يتضمن في ثناياه العمل والإنتاج والترقية والتطوير للحياة..فضلا على أن للصلة باللّه مذاقها الذي يغير كل طعوم الحياة ويرفع كل قيم الحياة ويقوّم كل موازين الحياة..
فهذا هو الأصل في التصور الإسلامي وفي المنهج الإسلامي،وكل شيء فيه يجيء تبعا له،ومنبثقا منه ومعتمدا عليه..ثم يتم تمام الأمر كله في الدنيا والآخرة في تناسق واتساق.
وينبغي أن نذكر أن الإيمان والتقوى والعبادة والصلة باللّه وإقامة شريعة اللّه في الحياة..كل أولئك ثمرته للإنسان،وللحياة الإنسانية.فاللّه - سبحانه - غني عن العالمين..وإذا شدد المنهج الإسلامي في هذه الأسس،وجعلها مناط العمل والنشاط ورد كل عمل وكل نشاط
(1) - ركائز الإيمان بتحقيقي ص (427- 430)