فهرس الكتاب
الصفحة 231 من 240

لا يقوم عليها،وعده باطلا لا يقبل،وحابطا لا يعيش،وذاهبا مع الريح..فليس هذا لأن اللّه سبحانه يناله شيء من إيمان العباد وتقواهم وعبادتهم له وتحقيق منهجه للحياة..ولكن لأنه - سبحانه - يعلم أن لا صلاح لهم ولا فلاح إلا بهذا المنهاج..

فعَنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ،عَنْ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ،عَنْ جِبْرَئِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ،عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى،أَنَّهُ قَالَ:"يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحْرِمًا فَلَا تَظْلِمُوا،يَا عِبَادِي إِنَّكُمُ الَّذِينَ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ،وَأَنَا الَّذِي أَغْفِرُ الذُّنُوبَ وَلَا أُبَالِي،فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ،يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُ،فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ،يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ إِلَّا مَنْ كَسَوْتُ،فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ،يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ،وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ،كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَزِدْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا،يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ،وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ،كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ مِنْكُمْ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا،يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ،وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمُ،اجْتَمَعُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي،فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ مَا سَأَلَ لَمْ يَنْقُصْ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْبَحْرُ أَنْ يُغْمَسَ فِيهِ الْمِخْيَطُ غَمْسَةً وَاحِدَةً،يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أَحْفَظُهَا عَلَيْكُمْ،فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ،وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ". [1]

وعلى هذا الأساس ينبغي أن ندرك وظيفة الإيمان والتقوى والعبادة وإقامة منهج اللّه في الحياة والحكم بشريعة اللّه..فهي كلها لحسابنا نحن..لحساب هذه البشرية..في الدنيا والآخرة جميعا..وهي كلها ضروريات لصلاح هذه البشرية في الدنيا والآخرة جميعا..

ونحسب أننا لسنا في حاجة لأن نقول:إن هذا الشرط الإلهي لأهل الكتاب غير خاص بأهل الكتاب.

فالشرط لأهل الكتاب يتضمن الإيمان والتقوى وإقامة منهج اللّه المتمثل في ما أنزل إليهم في التوراة والإنجيل.

وما أنزل إليهم من ربهم - وذلك بطبيعة الحال قبل البعثة الأخيرة - فأولى بالشرط الذين أنزل إليهم القرآن..أولى بالشرط الذين يقولون:إنهم مسلمون..فهؤلاء هم الذين يتضمن

(1) - صحيح مسلم- المكنز - (6737) وشعب الإيمان - (9 / 300) (6686 )

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام