دينهم بالنص:الإيمان بما أنزل إليهم وما أنزل من قبل،والعمل بكل ما أنزل إليهم وما استبقاه اللّه في شرعهم من شرع من قبلهم..وهم أصحاب الدين الذي لا يقبل اللّه غيره من أحد..وقد انتهى إليه كل دين قبله ولم يعد هناك دين يقبله اللّه غيره..
أو يقبل من أحد غيره.
فهؤلاء أولى أن يكون شرط اللّه وعهده لهم..وهؤلاء أولى أن يرتضوا ما ارتضاه اللّه منهم،وأن يستمتعوا بما يشرطه اللّه لهم من تكفير السيئات ودخول الجنة في الآخرة ومن الأكل من فوقهم ومن تحت أرجلهم في الدنيا..
إنهم أولى أن يستمتعوا بما يشرطه اللّه لهم بدلا من الجوع والمرض والخوف والشظف الذي يعيشون فيه في كل أرجاء الوطن الإسلامي - أو الذي كان إسلاميا بتعبير أصح - وشرط اللّه قائم والطريق إليه معروف..لو كانوا يعقلون.. [1]
فلينظر الناس فإن الله تعالى أطمعهم في الرزق الوفير الميسور من أسبابه التي يعرفونها ويرجونها وهي المطر الغزير،الذي تنبت به الزروع،وتسيل به الأنهار،كما وعدهم برزقهم الآخر من الذرية التي يحبونها - وهي البنين - والأموال التي يطلبونها ويعزونها: «يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ،وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً» ..
وقد ربط بين الاستغفار وهذه الأرزاق.وفي القرآن مواضع متكررة فيها هذا الارتباط بين صلاح القلوب واستقامتها على هدى اللّه،وبين تيسير الأرزاق،وعموم الرخاء...جاء في موضع: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ،وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ» ..
وجاء في موضع: «وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْكِتابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنا عَنْهُمْ سَيِّئاتِهِمْ وَلَأَدْخَلْناهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ.وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقامُوا التَّوْراةَ وَالْإِنْجِيلَ وَما أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ...» »..
وجاء في موضع: «أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ،وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتاعاً حَسَناً إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ...» .
(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (2 / 935)