فهرس الكتاب
الصفحة 86 من 240

واتخذوا لأنفسهم مناهج في الحياة غير المنهج الذي ارتضاه لهم اللّه..فلن يتركهم اللّه أبدا ولن يمهلهم أبدا،حتى يذوقوا وبال أمرهم وهم مستحقون! [1]

13-أنها سبب للنصر والظهور والتمكين:

قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (55) سورة النور

إن حقيقة الإيمان التي يتحقق بها وعد اللّه حقيقة ضخمة تستغرق النشاط الإنساني كله وتوجه النشاط الإنساني كله.فما تكاد تستقر في القلب حتى تعلن عن نفسها في صورة عمل ونشاط وبناء وإنشاء موجه كله إلى اللّه لا يبتغي به صاحبه إلا وجه اللّه وهي طاعة للّه واستسلام لأمره في الصغيرة والكبيرة،لا يبقى معها هوى في النفس،ولا شهوة في القلب،ولا ميل في الفطرة إلا وهو تبع لما جاء به رسول اللّه - صلى الله عليه وسلم - من عند اللّه.

فهو الإيمان الذي يستغرق الإنسان كله،بخواطر نفسه،وخلجات قلبه.وأشواق روحه،وميول فطرته،وحركات جسمه،ولفتات جوارحه،وسلوكه مع ربه في أهله ومع الناس جميعا.ويتوجه بهذا كله إلى اللّه..

يتمثل هذا في قول اللّه سبحانه في الآية نفسها تعليلا للاستخلاف والتمكين والأمن: «يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً» والشرك مداخل وألوان،والتوجه إلى غير اللّه بعمل أو شعور هو لون من ألوان الشرك باللّه.

ذلك الإيمان منهج حياة كامل،يتضمن كل ما أمر اللّه به،ويدخل فيما أمر اللّه به توفير الأسباب،وإعداد العدة،والأخذ بالوسائل،والتهيؤ لحمل الأمانة الكبرى في الأرض..أمانة الاستخلاف..

فما حقيقة الاستخلاف في الأرض؟

(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (2 / 842)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام