فهرس الكتاب
الصفحة 235 من 240

على أن الأفراد الطيبين الصالحين المنتجين في هذه الجماعة يمتعون متاعا حسنا،حتى لو ضيق عليهم في الرزق،وحتى لو كانت الجماعة تطاردهم وتؤذيهم،كما كان المشركون يؤذون القلة المؤمنة،وكما تؤذي الجاهليات القلة الداعية إلى اللّه.وليس هذا خيالا وليس ادعاء.فطمأنينة القلب إلى العاقبة،والاتصال باللّه،والرجاء في نصره وفي إحسانه وفضله..عوض عن كثير ومتاع حسن للإنسان الذي يرتفع درجة عن الحس المادي الغليظ.

ولا نقول هذا لندعو المظلومين الذين لا يجدون جزاء عادلا على جهدهم إلى الرضى بالأوضاع المنافية للعدالة.فالإسلام لا يرضى بهذا،والإيمان لا يسكت على مثل تلك الأوضاع.والجماعة المؤمنة مطالبة بإزالتها وكذلك الأفراد،ليتحقق المتاع الحسن للطيبين العاملين المنتجين.إنما نقوله لأنه حق يحس به المؤمنون المتصلون باللّه،المضيق عليهم في الرزق،وهم مع هذا يعملون ويجاهدون لتحقيق الأوضاع التي تكفل المتاع الحسن لعباد اللّه المستغفرين التائبين العاملين بهدى اللّه.

«وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ» ..خصصها بعض المفسرين بجزاء الآخرة.وأرى أنها عامة في الدنيا والآخرة،على النحو الذي فسرنا به المتاع الحسن في الدنيا وهو متحقق في جميع الأحوال.وذو الفضل يلقى جزاءه في اللحظة التي يبذل فيها الفضل.يجده رضى نفسيا وارتياحا شعوريا،واتصالا باللّه وهو يبذل الفضل عملا أو مالا متجها به إلى اللّه [1] .

41-تتميز بالسهولة واليسر:

العقيدة الإسلامية ليس فيها ألغاز،ولا فلسفات،ولا غموض،فالعقيدة في الكتاب والسنة وعلى ألسنة أكثر السلف،سهلة ميسورة يفهمها العامي بقدر والمثقف بقدر،وطالب العلم بقدر،والعالم الراسخ بقدر،كلٌ يفهمها،ليس في ثوابت العقيدة ما لا يُفهم،ليس فيها ما هو عسير بعكس عقائد أهل الأهواء والبدع،وهذا أمر عجيب،كل أهل الأهواء والبدع يوجد في أصولهم ما لا يفهمه إلا الخاصة منهم بدون استثناء،لا يفهمه العوام،ولا حتى طلاب العلم إلا المتخصص منهم،ما عدا العقيدة الإسلامية،عقيدة أهل السنة والجماعة،العقدية

(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (4 / 1854)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام