فهرس الكتاب
الصفحة 77 من 240

وفي العبادة الإسلامية يتحرك الجسد ويعمل العقل مع انطلاقة الروح.وخذ الصلاة مثلاً،إنها ليست انطلاقة روح مستقلة،إنما يشارك فيها الجسم بالقيام والقعود والركوع والسجود،ويشارك فيها الفكر بالتدبر في آيات الله،ويقول الرسول - صلى الله عليه وسلم -:"لَيسَ لَكَ مِنْ صَلاتِكَ إلاّ ما وَعَيْتَ".

وبذلك يترابط الكائن البشري كله في أداء متطلبات هذه العقيدة فلا ينفصل جسمه عن عقله أو عن روحه !

4-وفى مجال المجموع البشرى:

قلنا:إنها تشمل الفرد والجماعة والأمة والدولة..ونقول هنا:إن هذه العقيدة لا تأخذ أيّا من هذه بمعزل عن الأخرى.فهي لا تنشئ الفرد الصالح بمعايير،والجماعة الصالحة بمعايير أخرى.إنما هي ذات المعايير وإن اختلفت التكاليف بين الفرد والجماعة.

المعايير هي الإيمان بالله وتقوى الله والالتزام بما أنزل الله.ثم تكون بعد ذلك تكاليف يقوم بها الفرد بمفرده وتكاليف أخرى تقوم بها الجماعة مجتمعة.ولكن يلتقي الفرد والمجموع معاً على أسس واحدة وتربية ذات اتجاه موحد.ومن ثمَّ لا تفترق الأمة - حين تلتقي - إلى طوائف وشيع متنافرة كل منها يعمل في اتجاه،ولا إلى فرد متخاصم مع المجموع.ولا تتحول كما يحدث في الجاهليتين المعاصرتين في الغرب والشرق إلى فرد طاغ ومجموع مفكك،أو مجموع طاغ وفرد مسحوق !

وكذلك تلتقي الأمة والدولة على أمر واحد،هو عبادة الله والحكم بما أنزل الله،وهو أمر من صلب الاعتقاد،لقوله تعالى: ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) [ المائدة:44 ] .

وعلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،وهو مقتضى الإيمان بالله لقوله تعالى: ( كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ) [ آل عمران:110 ] .

فيحدث الترابط بينهما والاتفاق 0

5-وفى مجال العلاقات:

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام