( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) [ البقرة:183 ] .
أي هنا في الحياة الدنيا:
وهكذا في سائر العبادات هي للآخرة وفي ذات الوقت لها غاية تتحقق هنا في الأرض.
والأعمال التي يظن أنها للدنيا وحدها من جانب آخر كالطعام والشراب والملبس والمسكن والجنس وعمارة الأرض..إلخ كلها تعمل في الدنيا ولكن يشترط فيها شروط تربطها بالآخرة.يشترط فيها التزام الحلال والحرام والالتزام بأمر الله من أجل الثواب أو العقاب الذي يترتب على ذلك في الآخرة.وكلها في نظر الإسلام"عبادة"متى ما روعي فيها الالتزام بأمر الله،وتوجه بها الإنسان إلى الله.بل هي"العبادة"التي تشير إليها الآية: ( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْأِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ) [ الذاريات:56 ] .
والآيتان الأخريان: ( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ،لا شَرِيكَ لَهُ ) [ الأنعام:162،163 ] .
وبذلك تتصل الدنيا والآخرة وتترابط في عقيدة الإسلام 0
3-وفى مجال الكائن البشرى:
قلنا:إنها تشمل حركة جسمه وتفكر عقله وانطلاقة روحه.ولكن هذه ليست مستقلة بعضها عن بعض.صحيح أن هناك ساعة تغلب فيها حركة الجسم كالطعام والشراب والجنس وساعة يغلب فيها تفكر العقل كساعات التأمل أو ساعات التفكير في شأن من شئون العلم أو العمل،وساعة تغلب فيها انطلاقة الروح كساعة التعبد.
ولكنّ الإسلام لا يدع واحدة من هذه تنفصل انفصالاً كاملاً بحيث تنقطع صلتها عن الباقيات.
في الطعام والشراب والجنس..إلخ،يتحرى الإنسان الحرام والحلال ويذكر اسم الله.فلا تعود حركة جسد مستقلة !
وفي التفكر كذلك يتوقى الإنسان التفكير الشرير ويتحرى التفكير الخير،ويتقي الله.فلا يعود تفكراً عقلياً خالصاً !