5-وفي مجال العلاقات تشمل علاقة الإنسان بربه وعلاقته بنفسه وعلاقته بغيره ( في داخل الأسرة وفي داخل المجتمع وفيما بين المسلمين وغير المسلمين،وفيما بين الإنسان والكون كذلك ! ) .
ولن توجد دائرة أوسع من هذه ولا أشمل.لأن هذه تشمل كل شيء في الوجود ! [1]
فهي عامة،شاملة،صالحة لكل زمان ومكان،وحال،وأمة.بل إن الحياة لا تستقيم إلا بها.قال تعالى: { الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا..} (3) سورة المائدة
إن قول اللّه سبحانه لهذه الأمة: «الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ،وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً» ..يتضمن توحيد المصدر الذي تتلقى منه هذه الأمة منهج حياتها ونظام مجتمعها،وشرائع ارتباطاتها ومصالحها إلى يوم القيامة،كما يتضمن استقرار هذا الدين بكل جزئياته الاعتقادية والتعبدية والتشريعية فلا تعديل فيها ولا تغيير فقد اكتمل هذا الدين وتم وانتهى أمره.وتعديل شيء فيه كإنكاره كله لأنه إنكار لما قرره اللّه من تمامه وكماله وهذا الإنكار هو الكفر الذي لا جدال فيه..أما العدول عنه كله إلى منهج آخر،ونظام آخر،وشريعة أخرى فلا يحتاج منا إلى وصف،فقد وصفه اللّه - سبحانه - في السورة.ولا زيادة بعد وصف اللّه - سبحانه - لمستزيد..
إن هذه الآية تقرر - بما لا مجال للجدال فيه - أنه دين خالد،وشريعة خالدة.وأن هذه الصورة التي رضيها اللّه للمسلمين دينا هي الصورة الأخيرة..إنها شريعة ذلك الزمان وشريعة كل زمان وليس لكل زمان شريعة،ولا لكل عصر دين..إنما هي الرسالة الأخيرة للبشر،قد اكتملت وتمت،ورضيها اللّه للناس دينا.
فمن شاء أن يبدل،أو يحور أو يغير،أو يطور! إلى آخر هذه التعبيرات التي تلاك في هذا الزمان،فليبتغ غير الإسلام دينا.. «وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ» .
إن هذا المنهج الإلهي المشتمل على التصور الاعتقادي،والشعائر التعبدية،والشرائع المنظمة لنشاط الحياة كله يحكم ويصرف ويهيمن على نشاط الحياة كله وهو يسمح للحياة بأن
(1) - ركائز الإيمان للعلامة محمد قطب بتحقيقي (ص 422)