فهرس الكتاب
الصفحة 56 من 240

سؤالا حيا يتطلب جوابا على وجوده! وقد كانوا إذا سئلوا عمن خلق السماوات والأرض قالوا اللّه..ولكن هذه الحقيقة لم تكن تتضح في إدراكهم إلى درجة اليقين الذي ينشئ آثاره في القلب،ويحركه إلى اعتقاد واضح دقيق.. «بَلْ لا يُوقِنُونَ» ..

ثم يهبط بهم درجة عن درجة الخلق والإبداع لأنفسهم أو للسماوات والأرض.فيسألهم:هل هم يملكون خزائن اللّه،ويسيطرون على القبض والبسط،والضر والنفع: «أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّكَ؟ أَمْ هُمُ الْمُصَيْطِرُونَ؟» ..

وإذا لم يكونوا كذلك،ولم يدعوا هذه الدعوى.فمن ذا يملك الخزائن،ومن ذا يسيطر على مقاليد الأمور؟

القرآن يقول:إنه اللّه القابض الباسط،المدبر المتصرف.وهذا هو التفسير الوحيد لما يجري في الكون من قبض وبسط وتصريف وتدبير.بعد انتفاء أن يكونوا هم المالكين للخزائن المسيطرين على تصريف الأمور! [1]

*-الدليلُ من الأنفسِ قال تعالى: {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} (21) سورة الذاريات

وهذا المخلوق الإنساني هو العجيبة الكبرى في هذه الأرض.ولكنه يغفل عن قيمته،وعن أسراره الكامنة في كيانه،حين يغفل قلبه عن الإيمان وحين يحرم نعمة اليقين.

إنه عجيبة في تكوينه الجسماني:في أسرار هذا الجسد.عجيبة في تكوينه الروحي:في أسرار هذه النفس.وهو عجيبة في ظاهره وعجيبة في باطنه.وهو يمثل عناصر هذا الكون وأسراره وخفاياه:

وتزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر

وحيثما وقف الإنسان يتأمل عجائب نفسه التقى بأسرار تدهش وتحير.تكوين أعضائه وتوزيعها.وظائفها وطريقة أدائها لهذه الوظائف.عملية الهضم والامتصاص.عملية التنفس والاحتراق.دورة الدم في القلب والعروق.الجهاز العصبي وتركيبه وإدارته للجسم.الغدد وإفرازها وعلاقتها بنمو الجسد ونشاطه وانتظامه.

(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (6 / 3399)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام