فهرس الكتاب
الصفحة 55 من 240

وعليه فإن جميع المصادر الظنية،كالقياس والعقل البشري لا يصح أن تكون مصادر للعقيدة،فمن جعل شيئاً منها مصدراً للعقيدة فقد جانب الصواب،وجعل العقيدة محلاً للاجتهاد الذي يخطئ ويصيب. [1]

ب- الالتزامُ بألفاظِ الكتاب والسنةِ المعّبرُ بها عن الحقائقِ العَقدية.

ت- استعمالُ تلك الألفاظِ فيما سيقتْ لأجلهِ.

ث- عدمُ تحميلِ تلك الألفاظِ ما لا تحتملُ من المعاني.

ج- السكوتُ عما سكتَ عنه الكتابُ والسُّنةُ،وذلك بتفويضِ علمِه إلى الله تعالى وحدَهُ.

ح- أنْ نقدِّمَ دلالةَ الكتابِ والسنَّة على ما سواهما من عقلٍ أو حسٍّ أو ذوقٍ أو غير ذلك من وسائل المعرفةِ.

ومن أمثلةِ الدلائلِ التي ساقها الله عز وجل في القرآن الكريم القائمةِ على البراهين ما يلي:

*- الدليلُ العقليُّ قال تعالى: {أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ} (35) سورة الطور.

ووجودهم هكذا من غير شيء أمر ينكره منطق الفطرة ابتداء ولا يحتاج إلى جدل كثير أو قليل.أما أن يكونوا هم الخالقين لأنفسهم فأمر لم يدّعوه ولا يدّعيه مخلوق.وإذا كان هذان الفرضان لا يقومان بحكم منطق الفطرة،فإنه لا يبقى إلا الحقيقة التي يقولها القرآن.وهي أنهم جميعا من خلق اللّه الواحد الذي لا يشاركه أحد في الخلق والإنشاء فلا يجوز أن يشاركه أحد في الربوبية والعبادة..وهو منطق واضح بسيط.

كذلك يواجههم بوجود السماوات والأرض حيالهم.فهل هم خلقوها؟ فإنها لم تخلق نفسها بطبيعة الحال كما أنهم لم يخلقوا أنفسهم: «أَمْ خَلَقُوا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ؟ بَلْ لا يُوقِنُونَ» ..

وهم - ولا أي عقل يحتكم إلى منطق الفطرة - لا يقولون:إن السماوات والأرض خلقت نفسها،أو خلقت من غير خالق.وهم كذلك لا يدّعون أنهم خلقوها..وهي قائمة حيالهم

(1) - من مقال بعنوان: خصائص العقيدة الإسلامية أ . د / عبد الله بن عبد العزيز الجبرين، المصدر: www.denana.com .

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام