والنفرة أو في رباط ظاهري وانفصام حقيقي! «وَإِنْ يَتَفَرَّقا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ.وَكانَ اللَّهُ واسِعاً حَكِيماً» ..
فاللّه يعد كلا منهما أن يغنيه من فضله هو،ومما عنده هو وهو - سبحانه - يسع عباده ويوسع عليهم بما يشاء في حدود حكمته وعلمه بما يصلح لكل حال.
إن دراسة هذا المنهج،وهو يعالج مشاعر النفوس،وكوامن الطباع،وأوضاع الحياة في واقعيتها الكلية..
تكشف عن عجب لا ينقضي،من تنكر الناس لهذا المنهج..هذا المنهج الميسر،الموضوع للبشر،الذي يقود خطاهم من السفح الهابط،في المرتقى الصاعد،إلى القمة السامقة وفق فطرتهم واستعداداتهم ولا يفرض عليهم أمرا من الارتفاع والتسامي،إلا وله وتر في فطرتهم يوقع عليه وله استعداد في طبيعتهم يستجيشه وله جذر في تكوينهم يستنبته..ثم هو يبلغ بهم - بعد هذا كله - إلى ما لا يبلغه بهم منهج آخر..في واقعية مثالية.أو مثالية واقعية..هي صورة طبق الأصل من تكوين هذا الكائن الفريد. [1]
وقال تعالى: {وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا عَرَّضْتُم بِهِ مِنْ خِطْبَةِ النِّسَاء أَوْ أَكْنَنتُمْ فِي أَنفُسِكُمْ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ سَتَذْكُرُونَهُنَّ وَلَكِن لاَّ تُوَاعِدُوهُنَّ سِرًّا إِلاَّ أَن تَقُولُواْ قَوْلاً مَّعْرُوفًا وَلاَ تَعْزِمُواْ عُقْدَةَ النِّكَاحِ حَتَّىَ يَبْلُغَ الْكِتَابُ أَجَلَهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ} (235) سورة البقرة
والمتوفى عنها زوجها كانت تلقى الكثير من العنت من الأهل وقرابة الزوج والمجتمع كله..وعند العرب كانت إذا مات زوجها دخلت مكانا رديئا ولبست شر ثيابها ولم تمس طيبا ولا شيئا مدة سنة،ثم تخرج فتقوم بعدة شعائر جاهلية سخيفة تتفق مع سخف الجاهلية،من أخذ بعرة وقذفها ومن ركوب دابة:حمار أو شاة...
إلخ..فلما جاء الإسلام خفف عنها هذا العنت،بل رفعه كله عن كاهلها ولم يجمع عليها بين فقدان الزوج واضطهاد الأهل بعده..وإغلاق السبيل في وجهها دون حياة شريفة،وحياة عائلية مطمئنة.جعل عدتها أربعة أشهر وعشر ليال - ما لم تكن حاملا
(1) - فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (2 / 770)