فهرس الكتاب
الصفحة 122 من 240

مباركة إقبالاً عليها أو انتفاعاً بها،ولا ينشأ من العمل الذي تعمله مبتدئاً بـ"بسم الله"إلا ما يعينك على طاعته،ويعينك على بر،ويعينك على خير،ولا تصرفه إلا في عافية.

وبعد ذلك يؤهلك مجموع هذه الأشياء في كل حركاتك وأعمالك إلى أن تأخذ أمناً آخر أجمع وأتم وأكمل من أمن الدنيا؛ إنّك تأخذ أمن الآخرة بأن تدخل الجنة.

إذن { أُوْلَائِكَ لَهُمُ الأَمْنُ } أي الذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم،والحق سبحانه وتعالى يريد منا أن نتصل دائماً بمنهجه؛ لأن إمدادات الله سبحانه وتعالى مستمرة،ورحماته وتجلياته لا تنقطع عن خلقه أبداً؛ لأنه قيوم أي إنه بطلاقة قدرته وشمول قيوميته يقوم سبحانه باقتدار وحكمة على كل أسباب مخلوقاته،فكن دائماً في صحبة القيوم؛ ليتجلى عليك بصفات حفظه،وصفات قدرته،وصفات علمه،وصفات حكمته،عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِبِلَالٍ عِنْدَ صَلَاةِ الْفَجْرِ:"يَا بِلَالُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ عِنْدِكَ مَنْفَعَةً فِي الْإِسْلَامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الْجَنَّةِ"فَقَالَ:مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً مِنْ أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طُهُورًا تَامًّا فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ،أَوْ نَهَارٍ إِلَّا صَلَّيْتُ لِرَبِّي عَزَّ وَجَلَّ مَا كَتَبَ لِي أَنْ أُصَلِّي" [1] "

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ،أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ،قَالَ:إِذَا تَوَضَّأَ الْعَبْدُ الْمُسْلِمُ أَوِ الْمُؤْمِنُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ،خَرَجَتْ مِنْ وَجْهِهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ نَظَرَ إِلَيْهَا بِعَيْنَيْهِ مَعَ الْمَاءِ،وَمَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ،أَوْ نَحْوَ هَذَا،فَإِذَا غَسَلَ يَدَيْهِ خَرَجَتْ مِنْ يَدَيْهِ كُلُّ خَطِيئَةٍ بَطَشَتْهَا يَدَاهُ مَعَ الْمَاءِ،أَوْ مَعَ آخِرِ قَطْرِ الْمَاءِ،حَتَّى يَخْرُجَ نَقِيًّا مِنَ الذُّنُوبِ. [2]

إذن الحق سبحانه وتعالى يريد منا أن نتصل بمنهجه اتصالاً وثيقا؛ ليعطينا،لا ليأخذ منا؛ لأن الفرق بين عبودية البشر للبشر والعبودية الخالصة لله أن البشر يأخذ خير عبده،ولكن عبوديتنا لله تعطينا خيره من خزائن لا تنفد،نأخذ منه كلما ازددنا له عبودية،إذن الحق دائماً يريد أن يصلنا به.

(1) - صحيح البخارى- المكنز - (1149 ) وصحيح مسلم- المكنز - (6478 ) وشعب الإيمان - (4 / 241) (2460 )

(2) - صحيح مسلم- المكنز - (600 ) وصحيح ابن حبان - (3 / 315) (1040)

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام