سنده، ولو فعل ذلك أحد سقطت عدالته، فضلاً عن أن يتخذ إماماً ولزمه اسم الفسق، ولقد عافاهم الله - عز وجل - من ذلك )) [1] ، فينبغي للعبد أن يعتصم بالكتاب والسنة ثم بالإجماع، ثم بأقوال الصحابة - رضي الله عنهم -. والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل [2] .
فهو المرجع في كل زمان وكل مكان، وفي كل ما يحتاجه الناس في دنياهم وأخراهم، قال الله تعالى: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [3] .
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله - قال ابن مسعود - رضي الله عنه: (( قد بيَّن لنا في هذا القرآن كل علم، وكل شيء ) ) [4] .
رابعاً: القرآن العزيز أُنزل للعمل:
فمن عمل به في جميع أحواله كان من السعداء العقلاء الفائزين في الدنيا والآخرة، قال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ} [5] ، وقد كتب الله السعادة لمن عمل بالقرآن، ومما يدل على ذلك أن نافع بن عبد الحارث لَقِيَ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بعُسفان، وكان عمر يستعمله على مكة، فقال: من استعملت على أهل
(1) انظر: المرجع السابق، 2/ 1080.
(2) انظر: فقه الدعوة في صحيح الإمام البخاري، للمؤلف، 1/ 369، و2/ 1059 - 1062.
(3) سورة النحل، الآية: 89.
(4) تفسير ابن كثير، ص751.
(5) سورة ص، الآية: 29.