الفصل الأول: مذاهب الناس في التكفير
المبحث الأول: الخوارج ورأيهم
الخوارج يقال لهم: (الحَرورية) نسبة إلى قرية خرجوا منها يقال لها: حروراء، وكل من خرج على الإمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه [وكفر بالمعاصي] يسمى خارجيّاً [1] ، سواء كان الخروج في أيام الصحابة على الأئمة الراشدين، أو كان بعدهم على التابعين بإحسان، والأئمة في كل زمان [2] ، ولما اختلفت الخوارج صارت عشرين فرقة [3] ، وكبار الفرق منهم: المحكِّمة، والأزارقة، والنجدات، والبيهسية، والعجاردة، والثعالبة، والإباضية، والصفرية، والباقون فروعهم، ويجمعهم القول بالتبرؤ من عثمان وعلي رضي الله عنهما، ويقدّمون ذلك على كل طاعة، ولا يصحّحون المناكحات إلا على ذلك، ويكفّرون أصحاب الكبائر [4] ، ويستحلّون دماءهم، وأموالهم، وقالوا: بخلود العصاة في النار، ويرون اتّباع الكتاب دون السنة التي تخالف ظاهر الكتاب وإن كانت متواترة، ويكفّرون من خالفهم، ويستحلّون منه - لارتداده عندهم - ما لا يستحلونه من الكافر الأصلي [5] ، ويرون الخروج على الإمام إذا خالف
(1) انظر: التفصيل في هذا المبحث الخامس من الفصل الأول من الباب الأول من هذه الرسالة.
(2) الملل والنحل للشهرستاني، 1/ 114، وذكر جميع الفرق بالتفصيل لمذهب كل فرقة.
(3) الفرق بين الفرق لعبد القاهر بن طاهر البغدادي، ص24،وذكر أسماء الفرق، ص24،وص73.
(4) الملل والنحل لأبي الفتح محمد بن عبد الكريم الشهرستاني، 1/ 115.
(5) فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، 3/ 335، وانظر الأجوبة المفيدة على أسئلة العقيدة للجطيلي، ص58 - 60.