فهرس الكتاب
الصفحة 912 من 978

ويخرجه إلى السخط والجزع؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي المؤمن ولم يشكني إلى عوّاده أطلقته من إساري، ثم أبدلته لحمًا خيرًا من لحمه، ودمًا خيرًا من دمه، ثم يستأنف العمل ) ) [1] .

ولله دَرُّ الشاعر الحكيم حيث قال:

وإذا عرتك بليّةٌ فاصبر لها ... صبر الكريم فإنه بك أعلمُ

وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما ... تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم [2]

الشرط الثالث: أن يكون الصبر في أوانه، ولا يكون بعد انتهاء زمانه؛ لحديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: مرَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - بامرأة تبكي عند قبر فقال: (( اتّقِ الله واصبري ) ) [فقالت] : إليك عنِّي فإنك لم تُصَبْ بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي، فأتت باب النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم تجد عنده بوابين، فقالت: لم أعرفك، فقال: (( إنما الصبر عند الصدمة الأولى ) ) [3] . أي الصبر الكامل الذي يترتّب عليه الأجر الجزيل؛ لكثرة المشقة فيه، وأصل الصدم الضرب في شيء صلب، ثم استعمل مجازًا في كل مكروه حصل بغتة [4] .

(1) الحاكم في المستدرك، 1/ 349 وقال: (( هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ) )، ووافقه الذهبي.

(2) الفوائد لابن القيم، ص165، وانظر: الصبر الجميل، لسليم الهلالي، ص28.

(3) متفق عليه: البخاري، كتاب الجنائز، باب زيارة القبور، برقم 1283، ومسلم، كتاب الجنائز، باب في الصبر على المصيبة عند الصدمة الأولى، برقم 15 (926) .

(4) شرح النووي على صحيح مسلم، 6/ 481.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام