الصحابة - رضي الله عنهم - إلينا [1] .
ثالثاً: قد أكمل الله لهذه الأمة دينها، وأتمّ النعمة، قال الله - عز وجل: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} [2] ، وقال - سبحانه وتعالى: {أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ الله وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [3] .
رابعاً: حذّر النبي - صلى الله عليه وسلم - من البدع، وصرّح بأن كل بدعة ضلالة، وأنها مردودة على صاحبها، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ ) ) [4] ، وفي رواية لمسلم: (( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ ) ) [5] .
وحذّر السلف الصالح من البدع؛ لأنها زيادة في الدين وشرعٌ لم يأذن به الله، ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وتشبُّه بأعداء الله: من اليهود والنصارى في زياداتهم في دينهم [6] .
أخرج الإمام محمد بن وضَّاح القرطبي بإسناده عن عبد الرحمن بن زيد بن أسلم أنه قال: لم أدرك أحداً من مشيختنا، ولا فقهائنا يلتفتون إلى
(1) انظر: زاد المعاد لابن القيم، 1/ 58، والتحذير من البدع، للعلامة ابن باز، ص17.
(2) سورة المائدة، الآية: 3.
(3) سورة الشورى، الآية: 21.
(4) البخاري 3/ 222، برقم 2697، ومسلم، 3/ 344، برقم 1718، وتقدم تخريجه.
(5) مسلم، 3/ 344، برقم 1718، وتقدم تخريجه.
(6) انظر: التحذير من البدع، لابن باز، ص19.