وقد أحسن القائل:
ولرب نازلة يضيق بها الفتى ... ذرعًا وعند الله منها المخرجُ
ضاقت فلما استحكمت ... حلقاتها فُرجت وكنت أظنها لا تفرجُ
وقد وعد الله - عز وجل - بحسن العوض عما فات؛ فإن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً، كما قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هَاجَرُواْ فِي الله مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ * الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [1] .
ولله دَرُّ القائل:
وكل كسرٍ فإن الله يجبرُه ... وما لكسرِ قناةِ الدين جبرانُ [2]
الأمر الرابع عشر: الاستعانة بالله، فما على العبد إلا أن يستعين بربه أن يعينه، ويجبر مصيبته، قال تعالى: {اسْتَعِينُوا بِالله وَاصْبِرُواْ إِنَّ الأَرْضَ لله يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [3] ، ومن كانت معية الله معه فهو حقيق أن يتحمل ويصبر على الأذى.
الأمر الخامس عشر: التأسّي بأهل الصبر والعزائم، فالتأمل في سير
(1) سورة النحل، الآيتان: 41 - 42.
(2) هكذا سمعته من الشيخ محمد بن حسن الدريعي، يقول: إنه كتبه له بعض أصدقائه عندما انكسرت رجله، ولكن البيت في نونية علي بن محمد البستي هكذا:
كل الذنوب فإن الله يغفرها ... إن شيَّع المرء إخلاص وإيمان
وكل كسر فإن الدين يجبره ... وما لكسر قناة الدين جبران
انظر: الجامع للمتون العلمية، للشيخ عبد الله بن محمد الشمراني، ص626.
(3) سورة الأعراف، الآية: 128.