فهرس الكتاب
الصفحة 499 من 978

الله لِنُورِهِ مَن يَشَاءُ [1] .

2 -عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( الطّهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن أو تملأ ما بين السموات والأرض، والصلاة نور ... ) )الحديث [2] .

قوله - صلى الله عليه وسلم: (( والصلاة نور ) )، قال الإمام القرطبي رحمه الله في شرح ذلك: (( معناه: أن الصلاة إذا فُعِلَت بشروطها: المصححة، والمكملة نوَّرت القلب؛ بحيث تُشرق فيه أنوار المكاشفات والمعارف، حتى ينتهي أمر من يراعيها حق رعايتها أن يقول (( وجعلت قُرّة عيني في الصلاة ) ) [3] ، أيضاً: فإنها تنوِّر بين يدي مراعيها يوم القيامة في تلك الظلم، وأيضاً: تنوِّر وجه المصلي يوم القيامة، فيكون ذا غُرّةٍ وتحجيل )) [4] .

وقال الإمام النووي: (( وأما قوله - صلى الله عليه وسلم: (( والصلاة نور ) )فمعناه: أنها تمنع صاحبها من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب، كما أن النور يُستضاء به، وقيل: معناه: أن يكون أجرها نوراً لصاحبها يوم القيامة، وقيل: لإشراق أنوار المعارف، وانشراح القلب، ومكاشفات الحقائق لفراغ القلب فيها، وإقباله إلى الله تعالى، بظاهره

(1) سورة النور، الآية: 35.

(2) أخرجه مسلم، في كتاب الطهارة، باب فضل الوضوء، 1/ 203، برقم 223.

(3) أخرجه الإمام أحمد في المسند، 3/ 128، 199، 285، والنسائي في كتاب عشرة النساء، باب: حب النساء، 7/ 62.

(4) المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 1/ 476.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام