ذلك ثلاث مرات، فلم يُخالط عثمانَ الشيطانُ بعد ذلك [1] .
جـ - تصرّفه في البهائم:
وقد حصل له مراراً، ومن ذلك أنه جاء بعير فسجد للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال أصحابه: يا رسول الله! تسجد لك البهائم، والشّجر، فنحن أحقّ أن نسجد لك، فقال - صلى الله عليه وسلم: (( اعبُدُوا ربَّكمُ، وأكرِمُوا أخَاكُم، ولو كنتُ آمراً أحداً أن يَسجُدَ لأحدٍ لأمرتُ المرأةَ أن تسجُدَ لِزَوجِها .. ) ) [2] .
أ - تأثيره في الأشجار:
1 -جاء أعرابي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في سفر. فدعاه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الإسلام، فقال الأعرابي: ومن يشهد لك على ما تقول؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( هذه السَّلَمَة ) ) [3] ، فدعاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي بشاطئ الوادي، فأقبلت تخدّ [4] الأرض خَدّاً حتى قامَتْ بين يديه، فأشهدها ثلاثاً، فشهدت ثلاثاً أنه كما قال، ثم رجعَتْ إلى مَنْبَتِهَا [5] .
(1) أخرجه ابن ماجه، كتاب الطب، باب الفزع والأرق وما يتعوذ منه، بسند حسن، برقم 3548، وانظر: صحيح ابن ماجه، للألباني، 2/ 273.
(2) أخرجه أحمد، 6/ 76، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد، 9/ 9: (( إسناده جيد ) )، وانظر معجزات من هذا النوع: مسند الإمام أحمد، 4/ 170 - 172، ومجمع الزوائد للهيثمي، 9/ 3 - 12.
(3) السلمة: شجرة من شجر البادية، انظر: المصباح المنير، مادة (( سلم ) )، 1/ 286، ومختار الصّحاح، مادة (( سلم ) )، ص131.
(4) تخدّ الأرض: أي تشقها أخدوداً. وانظر: المصباح المنير، مادة (خدّ) ، 1/ 165، ومختار الصّحاح، مادة (خدّ) ، ص72.
(5) أخرجه الدارمي، في المقدمة، باب ما أكرم الله نبيه من إيمان الشجر به والبهائم والجن، برقم 16، وإسناده صحيح، وانظر: مشكاة المصابيح، برقم 5925، 3/ 1666.