عملك، فيجعل له نوراً من بين يديه، حتى يُدخله الجنة [1] .
ثامناً: الإيمان يثمر محبّة الله للعبد، ويجعل محبّته في قلوب المؤمنين، ومن أحبّه الله، وأحبّه المؤمنون حصلت له السعادة، والفلاح، والفوائد الكثيرة من محبّة المؤمنين: من الثناء الحسن، والدعاء له حيّاً وميتاً، قال الله - عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا} [2] .
تاسعاً: حصول الإمامة في الدين، وهذا من أجمل ثمرات الإيمان، أن يجعل الله للمؤمنين الذين كملوا إيمانهم بالعلم والعمل لسان صدق، ويجعلهم أئمةً يهدون بأمره، ويُقتدى بهم، قال الله تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [3] , فبالصبر واليقين تُنال الإمامة في الدين؛ لأن رأس الإيمان وكماله: الصبر واليقين.
عاشراً: حصول رفع الدرجات، قال الله - عز وجل: {يَرْفَعِ الله الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات} [4] ، فهم أعلى الخلق درجة عند الله، وعند عباده في الدنيا والآخرة، وإنما نالوا هذه الرفعة بإيمانهم الصحيح، وعلمهم ويقينهم.
الحادي عشر: حصول البشارة بكرامة الله والأمن التام من جميع الوجوه، كما قال - عز وجل: {وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ} [5] ,فأطلقها ليعمَّ الخير العاجل والآجل،
(1) انظر: جامع البيان عن تأويل آي القرآن، للطبري، 15/ 27، وأسنده إلى قتادة.
(2) سورة مريم، الآية: 96.
(3) سورة السجدة، الآية: 24.
(4) سورة المجادلة، الآية: 11.
(5) سورة البقرة، الآية: 223، وسورة التوبة، الآية: 112، وسورة يونس، الآية: 87، وسورة الأحزاب، الآية: 47، وسورة الصف، الآية: 13.