فهرس الكتاب
الصفحة 501 من 978

فيها من إجابة دعواتهم، بعد أن علموها، فخفَّف عنهم، وغفر لهم، ونُصِروا، وفيها غير ذلك مما يطول تتبُّعه )) [1] .

4 -وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (( إن هذه القبور مملوءةٌ ظلمةً على أهلها، وإن الله - عز وجل - ينوِّرها لهم بصلاتي عليهم ) ) [2] .

قال الطيبي رحمه الله: (( أما قوله - صلى الله عليه وسلم: (( إن هذه القبور مملوءةٌ ظلمةً ) )إلى آخره، فكالأسلوب الحكيم، يعني ليس النظر في الصلاة على الميت إلى حقارته ورفعة شأنه، بل هي بمنزلة الشفاعة له، لينوَّر قبره ... )) [3] .

5 -وعن أمِّ سلمة رضي الله عنها في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لأبي سلمة عند إغماضه: (( اللهم اغفر لأبي سلمة، وارفع درجته في المهديّين، واخلفه في عقبه في الغابرين، واغفر لنا وله يا ربّ العالمين، وافسح له في قبره، ونوّر له فيه ) ) [4] ، وهذا دعاء عظيم لأبي سلمة، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - دعا له برفع الدرجة: أي: ارفع درجته واجعله في زمرة الذين هديتهم للإسلام، وكن الخليفة على من يتركه من عقبه: كأهله وأولاده، فاحفظ أمورهم ومصالحهم، ولا تكِلْهم إلى غيرك؛ فإنهم عقبة: أي الذين تأخروا عنه، ويعني بالغابرين: الباقين، كما قال الله - عز وجل: فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ

(1) انظر: المفهم لِمَا أشكل من تلخيص كتاب مسلم، 2/ 434.

(2) صحيح مسلم، كتاب الجنائز، باب الصلاة على القبر، 2/ 659، برقم 956.

(3) شرح الطيبي على مشكاة المصابيح، 4/ 1395، وانظر: مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح، للملا علي القاري، 4/ 17.

(4) مسلم، كتاب الجنائز، باب في إغماض الميت والدعاء له إذا حضر، 2/ 634، برقم 920.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام