كان الصبر شاقًّا على النفوس يحتاج إلى مجاهدة النفس، وحبسها، وكفّها عما تهواه، كان ضياءً [1] ؛ ولهذا - والله أعلم - يُوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب، بفضل الله - عز وجل -.
14 -ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة حتى يلقى الله وما عليه خطيئة؛ لأنها زالت بسبب البلاء [2] ؛ لحديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله
-صلى الله عليه وسلم: (( ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة: في نفسه، وماله، وولده، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ) ) [3] .
15 -فضل من يموت له ولد فيحتسبه، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( ما من الناس مسلم يموت له ثلاثة من الولد لم يبلغوا الحنث [4] إلا أدخله الله الجنة بفضل رحمته إياهم ) ) [5] .
والولد يشمل الذكر والأنثى.
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( ما تعدُّون الرّقوب [6] فيكم ) )؟ قال: قلنا: الذي لا يُولد له. قال: (( ليس ذاك
(1) جامع العلوم والحكم، لابن رجب، 2/ 24، 25.
(2) تحفة الأحوذي للمباركفوري، 7/ 80.
(3) الترمذي، كتاب الزهد، باب ما جاء في الصبر على البلاء، برقم 2399، وحسنه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 565، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة، برقم 2280.
(4) لم يبلغوا الحنث: أي لم يبلغوا سن التكليف الذي يكتب فيه الحنث وهو الإثم. شرح النووي على صحيح مسلم، 16/ 420.
(5) البخاري، كتاب الجنائز، باب ما قيل في أولاد المسلمين، برقم 1381.
(6) أصل الرقوب في كلام العرب الذي لا يعيش له ولد.