راغمة، ومن كانت الدنيا همّه؛ جعل الله فقره بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له )) [1] .
24 -وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (( من أحب دنياه أضرَّ بآخرته، ومن أحب آخرته أضر بدنياه، فآثروا ما يبقى على ما يفنى ) ) [2] .
25 -وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - أنه لَمّا حضرته الوفاة قال: يا معشر الأشعريين ليُبلِّغ الشاهد الغائب، إني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (( حلاوة الدنيا مرةُ الآخرة، ومرةُ الدنيا حلاوة الآخرة ) ) [3] .
الأمر التاسع عشر: العلم بأن الله تعالى يجمع بين المؤمن وذريته، ووالديه وأهله، ومن يحب في الجنة، وهذا الاجتماع الذي لا فراق بعده لقول الله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ} [4] ، قال الإمام ابن كثير رحمه الله: (( يخبر تعالى عن فضله وكرمه، وامتنانه، ولطفه بخلقه، وإحسانه: أن المؤمنين إذا اتّبعتهم ذرّيتهم في الإيمان يُلحقهم بآبائهم في المنزلة، وإن لم
(1) الترمذي، كتاب صفة القيامة، باب: حدثنا سويد، برقم 2465، وصححه الألباني في صحيح الترمذي، 2/ 593، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة برقم 949 - 950.
(2) أحمد، 4/ 412، وابن حبان، برقم 709، والحاكم، 4/ 319، قال الإمام المنذري في الترغيب والترهيب، برقم 4744: (( رواه أحمد ورواته ثقات ) ). وقال الألباني في صحيح الترغيب والترهيب على الحديث رقم 3247: (( صحيح لغيره ) )، وذكر له شاهدًا في الأحاديث الصحيحة، برقم 3287.
(3) الحاكم وصححه، ووافقه الذهبي،4/ 310،وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب، برقم 3248.
(4) سورة الطور، الآية: 21.