الرسل؛ لإخراج الناس من الظُّلمات إلى النُّور، فيجب الإيمان بهم إجمالاً وتفصيلاً، فيجب الإيمان بهم على وجه الإجمال، ويجب الإيمان بمن سَمَّى الله منهم على وجه التفصيل، قال الله - عز وجل: {رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى الله حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ الله عَزِيزًا حَكِيمًا} [1] ، فيؤمن العبد أن من أجاب الرسل فاز بالسعادة ومن خالفهم باء بالخيبة والندامة، وخاتمهم وأفضلهم هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - [2] .
الإيمان باليوم الآخر يدخل فيه الإيمان بكل ما أخبر الله به وأخبر به رسوله - صلى الله عليه وسلم - مما يكون بعد الموت ومن ذلك ما يأتي:
1 -عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (( إذا وضعت الجنازة واحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدِّموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين تذهبون بها؟ يسمع صوتَها كلُّ شيءٍ إلاَّ الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق ) ) [3] ، ولهذا قال - صلى الله عليه وسلم:
(1) سورة النساء، الآية: 165.
(2) والإيمان بالرسل يتضمن أربعة أمور:
1 -الإيمان بأن رسالتهم حق من عند الله - عز وجل -.
2 -الإيمان بمن علمنا اسمه منه باسمه.
3 -تصديق ما صح عنهم من أخبارهم.
4 -العمل بشريعة من أرسل إلينا منهم وهو خاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم -، فقد نَسَخَت شريعته جميع الشرائع السابقة.
انظر: شرح أصول الإيمان، للعلامة محمد العثيمين، ص36.
(3) أخرجه البخاري في كتاب الجنائز، باب حمل الرجال الجنازة دون النساء، برقم 1314، وباب قول الميت على الجنازة: (( قدموني ) )، برقم 1316).