فهرس الكتاب
الصفحة 773 من 978

17 -المبتدع يفرّق الأمة؛ فإنه ببدعته يفرّق هو وأتباعه المسلمين، فيوجد بسبب ذلك أحزاباً وشيعاً متفرّقة، قال الله - عز وجل: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى الله ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} [1] .

18 -المبتدع المجاهر ببدعته تجوز غيبته؛ لتحذير الأمة من بدعته، ولاشك أن من أظهر بدعته فهو أشدّ خطراً ممن أظهر فسقه، والغيبة محرّمة بالكتاب والسنة، ولكن تُباح بغرض شرعي لستة أسباب [2] : التظلّم، والاستعانة على تغيير المنكر، والاستفتاء، وتحذير المسلمين من الشرّ، وإذا جاهر بفسقه، وبدعته، والتعريف [3] ، وقد جمع بعضهم هذه الأمور الستة في قوله:

القدحُ ليس بغيبةٍ في ستةٍ ... متظلِّمٍ ومعرِّفٍ ومحذِّرٍ

ومجاهر فسقاً ومستفتٍ ومن ... طلب الإعانة في إزالة منكر [4]

19 -المبتدع متبع لهواه معاند للشرع، ومشاقّ له [5] .

20 -المبتدع قد نزَّل نفسه منزلة المضاهي للشارع؛ لأن الله وضع الشرائع، وألزم المكلفين بالجري على سننها [6] .

(1) سورة الأنعام، الآية: 159.

(2) انظر: شرح النووي على صحيح مسلم، 16/ 142، وانظر: تنبيه أولي الأبصار، للدكتور السحيمي، ص 153 - 198.

(3) انظر: فتح الباري بشرح صحيح البخاري، لابن حجر، 10/ 471، 7/ 86.

(4) انظر: شرح العقيدة الطحاوية، لابن أبي العز، مقدمة الألباني، ص43.

(5) انظر: الاعتصام للشاطبي، 1/ 61.

(6) انظر: المرجع السابق، 1/ 61 - 70.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام