فهرس الكتاب
الصفحة 746 من 978

ثالثاً: بدعة الاحتفال بليلة الإسراء والمعراج:

ليلة الإسراء والمعراج من آيات الله - عز وجل - العظيمة الدالة على صدق النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعظم منزلته عند الله، وعلى عظم قدرة الله الباهرة، وعلى علوِّه - عز وجل - على جميع خلقه، قال - عز وجل: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِير} [1] .

وتواتر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم: أنه عُرج به إلى السماء، وفُتحت له أبوابها، حتى جاوز السماء السابعة، فكلّمه ربّه - عز وجل - كما أراد - سبحانه وتعالى -، وفرض عليه الصلوات الخمس، وكان الله - عز وجل - فرضها خمسين صلاة، فلم يزل نبيّنا محمد - صلى الله عليه وسلم - يراجع ربه، ويسأله التخفيف، حتى جعلها خمساً في الفرض، وخمسين صلاة في الأجر؛ لأن الحسنة بعشرة أمثالها، فلله الحمد والشكر على جميع نعمه التي لا تعد ولا تحصى [2] .

وهذه الليلة التي حصل فيها الإسراء لا يُحتفَل بها، ولا تُخصّ بشيء من أنواع العبادة التي لم تُشرع؛ لأمور منها:

أولاً: هذه الليلة التي حصل فيها الإسراء والمعراج لم يأتِ خبر صحيح في تحديدها، ولا تعيينها، لا في رجب ولا في غيره، فقيل: إنها كانت بعد مبعثه - صلى الله عليه وسلم - بخمسة عشر شهراً، وقيل: ليلة سبع وعشرين من ربيع الآخر، قبل الهجرة بسنة، وقيل: كان ذلك بعد مبعثه بخمس

(1) سورة الإسراء، الآية: 1.

(2) انظر: التحذير من البدع، للعلامة عبد العزيز بن عبد الله ابن باز، ص16.

حجم الخط:
شارك الصفحة
فيسبوك واتساب تويتر تليجرام انستجرام